لكن مشيت هاربا
من خشية في عقللي
إلى لقاء ملك
معظم مبجل
يأمر لي بخلقه
حمراء كالدململ
أجر فيها مأربا
ببغدد كالدلدل
فلما فرغ من إنشادها بهت الملك فيها ولم يحفظها الخليفة؛ لصعوبتها، ثم نظر إلى المملوك فأشار إليه أنه ما حفظ منها شيئا، وفهم من الجارية أنها ما حفظت منها شيئا، فقال الخليفة: يا أخا العرب، إنك صادق، وهي لك بلا شك، فإني ما سمعتها قبل ذلك، فهات الرقعة التي هي مكتوبة فيها حتى نعطيك زنتها. فقال: يا مولاي إني لم أجد ورقا أكتب فيه، وكان عندي قطعة رخام من عهد أبي وهي ملقاة في الدار ليس لي بها حاجة فنقشتها فيها! ولم يسع الخليفة إلا أن أعطاه زنتها ذهبا، فنفد جميع ما في خزانة الملك من المال، فأخذ الأصمعي ذلك وانصرف، فلما ولى، قال: يغلب على ظني أن هذا الأعرابي هو الأصمعي! فأحضره وكشف عن وجهه، فإذا هو الأصمعي، فتعجب من صنيعه، ورجع عما كان يعامل به الشعراء، وأجراهم على عوائد الملوك.
أبو النواس وأحد الخلفاء
Неизвестная страница