لما أنشد أبو تمام قصيدته في المعتصم التي مطلعها:
السيف أصدق أنباء من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعب
قال له: لقد جلوت عروسك يا أبا تمام، فأحسنت جلاءها. قال: يا أمير المؤمنين، والله لو كانت من الحور العين لكان حسن إصغائك إليها من أوفى مهورها.
النوادر الثانية عشرة
متفرقات من نوادر الخلفاء
الخليفة وحامل الجرة
استدعى بعض الخلفاء شعراء مصر، فصادفهم شاعر فقير، كان بيده جرة فارغة ذاهبا بها إلى البحر ليملأها ماء فتبعهم إلى أن دخلوا دار الخلافة، فبالغ الخليفة في إكرامهم والإنعام عليهم، ورأى ذلك الرجل والجرة على كتفه، ونظر إلى ثيابه الرثة، فقال: من أنت؟ وما حاجتك؟ فأنشد:
ولما رأيت القوم شدوا رحالهم
إلى بحرك الطامي أتيت بجرتي
Неизвестная страница