على أنه كان في جميع زمانه قابلًا لجميع ما يعرض عليه من القصص في كل يوم ويفتح باب العدل ولم يرد قاصدًا للحوادث والحكومات. وكان يجلس مع الكاتب ساعة إما في الليل أو في النهار ويوقع على كل قصة بما يجريه الله على قلبه ولم يرد قاصدًا أبدًا أو منتحلًا ولا طالب حاجة وهو مع ذلك دائم الذكر والمواظبة على التلاوة رحمة الله عليه. ولقد كان رؤوفًا بالرعية ناصرًا للدين مواظبًا على تلاوة القرآن العزيز عالمًا بما فيه عاملًا به لا يعدوه أبدًا رحمة الله عليه. وما استغاث إليه أحد إلا وقف وسمع قضيته وكشف ظلامته واعتنى بقصته. ولقد رأيته واستغاث إليه إنسان من أهل دمشق يقال له ابن زهير على تقي الدين ابن أخيه فأنفذ إليه ليحضر إلى مجلس الحكم وكان تقي الدين من أعز الناس عليه وأعظمهم عنده ولكنه لم يحابه في الحق.
1 / 42