فردها علي، فكان من يصدقه أكثر ممن يدفع خبره، إذ كان من شأن العامة وأشكالها النصرة للضعيف على القوي، فاشترينا لسانه وقبلنا هديته وصدقنا قوله ورأينا فعلنا أنجح وأرجح.
كرم المهدي
نزل المهدي بمنزل بعيساباذ لما بناها وأمر أن يكتب له أبناء المهاجرين وأبناء الأنصار، فكتبوا ودعي بنقبائهم وجلس مجلسا عاما لهم، ففرق ثلاثة آلاف درهم فأغنى كل فقير وجبر كل كسير وفرج عن كل مكروب، ثم قامت الخطباء ودخل الشعراء فأنشدوه ففرق فيهم خمسمائة ألف درهم، فكثر الداعي له في الطرقات والبوادي وقام في هذا اليوم مروان بن أبي حفصة فأنشده:
ما يلمع البرق إلا حن مغترب
كأنه من دواعي شوقه وصب
ما أنس لا أنس غيثا ظل وابله
علي من راحة المهدي ينسكب
شيئا فما أخلفتنا من مخائله
سحابة صوبها الأوراق والذهب
صدقت يا خير مأمون ومعتمد
Неизвестная страница