ولاحظ الكاهن ويلاحظ كل من يطلع على الرسالة وعلى ما نسي الكاهن أن يذكره في رسالته أن المقصود بكلمة «وزيادة» هو أن المرشال فوش قد كرس جميع الجيوش التي كانت تحت قيادته لقلب يسوع.
وفي صباح 17 أكتوبر سنة 1918 - وفي هذا اليوم انتقل مركز القيادة العليا من بومبون - ذهب فوش إلى الخوري يودعه فدار بينهما حديث وفي أثنائه سأله الخوري عن بعض أمور، ثم قال له: لما كرست الجيوش لقلب يسوع، هل كنت وحدك؟
فقال له فوش: لا، بل أظن أننا كنا اثنين أو ثلاثة.
قال الخوري: أين فعلت التكريس؟ أمام تمثال قلب يسوع الصغير القائم على شمال الداخل أم أمام التمثال الكبير القائم على جانب المذبح الكبير؟
قال: صنعته أمام التمثال الكبير القائم على اليمين بقرب المذبح الكبير.
اختصرنا هذه المحادثة الهامة إطلاعا لذوي الألباب على ما يكون قد فاتهم من أمور عظيمة المكانة كهذه، ولا نحسب المرشال فوش ينسى هذا العمل العظيم فيدونه في مذكراته التي يتشوق الناس إلى مطالعتها لما يكون فيها من جلائل الأمور والحوادث.
ومعروف أن الهجوم الأخير على الألمان لم يذكر له مثيل من حيث سرعة التقدم والاستيلاء على المواقع الحصينة والحصون المنيعة، فضلا عن أنه قيل إن الحلفاء في هجومهم على قوات الألمان لم يضطروا إلى التقهقر قيد شبر عن الأماكن التي كانوا يستولون عليها، فسبحان القوي العزيز. •••
نساء السرب: ثأرت امرأة سربية لنفسها من أعدائها، وتفصيل ذلك أن هذه المرأة واسمها «ينكوفيك» من أهل نيش هجرت بيتها في نيش مع أولادها الستة قاصدة مناستير مع من هرب من وجه البلغاريين من سكان نيش، على أن أولادها الستة لم يحتملوا مضض الجوع والتعب فمرضوا وماتوا الواحد بعد الآخر، واستولى اليأس والحزن والغم على الأم فأقسمت أن تثأر لنفسها من أعدائها، فجعلت تبحث عن زوجها الذي كان يقاتل في الخنادق فعثرت عليه، وأخذت بندقيته ووقفت على حافة الخندق ترمي البلغاريين بالرصاص، ثم ألقت البندقية وجعلت تقذف القذائف الصغيرة على مواقع البلغاريين تشفيا وانتقاما، وما زالت كذلك حتى أصابتها رصاصة أودت بحياتها . •••
من آثار الحرب: من التقاليد المتبعة في بريطانيا العظمى في عيد الملوك المجوس أن الملك ينفذ في هذا اليوم اثنين من أهل بيته يضعان باسمه على مذبح الكنيسة الملكية في قصر سان جمس هدايا من الذهب والمر والبخور تذكارا للهدايا التي حملها ملوك المجوس إلى المسيح في مغارة بيت لحم.
وفي هذا العام قام الملك جورج الخامس كعادته وعادة سلفه بهذا التقليد؛ فأرسل بين هدايا المر والبخور، هدايا من الذهب، بضعة جنيهات حديثة العهد جدا بالضرب، فوضعت على المذبح بمقتضى العادة المرعية، وما كادت الحفلة تنتهي حتى استبدلت بأوراق بنك نوت جديدة أيضا تلك الجنيهات الذهبية لتعاد إلى خزانة بنك إنكلترا الذي كان قد أعارها للملك ليتمم تقليدا متوارثا لكنه جميل، وهذه أيضا من حسنات هذه الحرب!
Неизвестная страница