مدامعها خوفا ولم تتكلم
مساكين أهل العشق ما كنت أشتري
حياة جميع العاشقين بدرهم
العاشق وعبد الملك بن مروان
قال أبو ريحانة: كان عبد الملك يجلس في كل أسبوع يومين جلوسا عاما، فبينما هو جالس في مستشرف له وقد قدمت إليه أوراقا فيها مطالب بعض المحابيس رأى في ورقة منها مكتوبا: «إن رأى أمير المؤمنين أن يدع جاريته فلانة تغني ثلاثة أصوات ثم ينفذ في ما شاء من حكمه»، فاستشاط من ذلك غضبا وقال لي: علي بصاحب هذه الرقعة، فأحضرته بين يديه وهو غلام جميل الطلعة حسن المحيا، فقال له عبد الملك: أهذه رقعتك يا غلام؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: وما الذي غرك مني؟ والله لأصنعن بك ما يرتدع به نظراؤك من ذوي الخسارة، ثم قال: علي بالجارية. فجيء بها من الخباء بوجه مشرق كالبدر وفي يدها عود لطيف الأوتار، فطرح لها الكرسي فجلست، فقال عبد الملك: مرها يا غلام، فقال لها: غني يا جارية بشعر قيس بن ذريح:
لقد كنت حسب النفس لو دام ودنا
ولكنما الدنيا متاع غرور
وكنا جميعا قبل أن يظهر الهوى
بأنعم حالي غبطة وسرور
فما برح الواشون حتى بدت لنا
Неизвестная страница