بثين ولا حذرتني موضع الحذر
فأقسم لا يلفى لي اليوم غرة
وفي الكف مني صارم قاطع ذكر
فأقسمت عليه أن يلقي نفسه تحت النضد، وقالت: إنما أسألك ذلك خوفا على نفسي من الفضيحة لا خوفا عليك، ففعل ما أمرته به وأتت بأم الحسين إلى جانبها، ثم ذهبت خادمة ليلى فأخبرتها الخبر، فتركت العبد يمضي إلى سيده، فمضى والصبوح معه وقال: رأيت جميلا مع بثينة في خباء واحد، فمضى إلى أخيها وأبيها فأخبره الخبر وأخذهما وأتى بهما إلى خباء بثينة، فلما دخلوا إلى الخباء لم يجدوا مع بثينة إلا أم الحسين فخجل زوجها وسب عبده، فقالت ليلى لأخيها وأبيها: قبحكما الله أفي كل يوم تفضحان فتاتكما وتسمعان ما يقال فيها، أما جميل فإنه أقام عند بثينة حتى جن الليل ثم ودعها وانصرف، وخافت بثيتة مما جرى فتحامت منه مدة، فزادت به لواعج الهوى وأنشد يقول:
لها في سواد القلب بالحب منعة
هي الموت أو كادت على الموت تشرف
وما ذكرتك النفس يا بثن مرة
من الدهر إلا كادت النفس تتلف
وإلا اعترتني زفرة واستكانة
وجاد لها مستعجل الدمع يذرف
Неизвестная страница