Наср аль-Вуруд. Шарх хаиийат Ибн Аби Дауд

Абдур-Рахман бин Абдул-Азиз аль-Акл d. Unknown
78

Наср аль-Вуруд. Шарх хаиийат Ибн Аби Дауд

نثر الورود شرح حائية ابن أبي داود

Издатель

مركز النخب العلمية

Номер издания

الرابعة

Год публикации

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

Жанры

وهذه الشفاعة أعظم الشفاعات كلها؛ ولهذا تسمى الشفاعة العظمى، فهي شفاعة عامة لجميع أهل الموقف، على اختلاف أديانهم. وهذه الشفاعة هي المقام المحمود - على قول أكثر العلماء - الذي وعد الله ﷿ نبيه محمدًا ﷺ في قوله: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾ [الإسراء: ٧٩]. ومما يدل على الشفاعة العظمى ما أخرجه البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر ﵂، أن رسول الله ﷺ قال: «مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ، حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ القِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لحم»، وقال: «إِنَّ الشَّمْسَ تَدْنُو يَوْمَ القِيَامَةِ، حَتَّى يَبْلُغَ العَرَقُ نِصْفَ الأُذُنِ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ اسْتَغَاثُوا بِآدَمَ (١)، ثُمَّ بِمُوسَى، ثُمَّ بِمُحَمَّدٍ ﷺ، فَيَشْفَعُ لِيُقْضَى بَيْنَ الخَلْقِ، فَيَمْشي حَتَّى يَأْخُذَ بِحَلْقَةِ البَابِ، فَيَوْمَئِذٍ يَبْعَثُهُ الله مَقَامًا مَحْمُودًا، يَحْمَدُهُ أَهْلُ الجَمْعِ كُلُّهُمْ» (٢). وأخرج البخاري أيضًا عن عبد الله بن عمر ﵂ أنه قال: «إِنَّ النَّاسَ يَصِيرُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ جُثًا (٣)، كُلُّ أُمَّةٍ تَتْبَعُ نَبِيَّهَا يَقُولُونَ: يَا فُلاَنُ اشْفَعْ، يَا فُلاَنُ اشْفَعْ، حَتَّى تَنْتَهِيَ الشَّفَاعَةُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَذَلِكَ يَوْمَ يَبْعَثُهُ الله المَقَامَ المَحْمُودَ» (٤).

(١) أي: طلبوه. (٢) أخرجه البخاري (٢/ ١٢٣) رقم (١٤٧٤) ومسلم (٢/ ٧٢٠) رقم (١٠٤٠). (٣) أي: جماعات. (٤) صحيح البخاري (٦/ ٨٦) رقم (٤٧١٨).

1 / 82