Насих и Мансух
الناسخ والمنسوخ من القرآن الكريم
Жанры
قال عبد الله بن الحسين صلوات الله عليهما: وأما ما نسخ من الشراب بالتحريم فلا أعلم بين أهل العلم فيه اختلافا أنه محرم، وإنما اختلفوا في بعض التأويل وأنا ذاكر ذلك في موضعه إن شاء الله تعالى، قال الله تبارك وتعالى: ?تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا? [النحل: 67] فالسكر ما أسكر والرزق الحسن ما كان منه حلالا مباحا مثل: الزبيب والخل وغيرهما مما هو حل مباح، ثم قال عز وجل عند مسألة الناس للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : ?يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما? [البقرة: 219] يريد سبحانه في المنافع -أي: فيما ينتفع به من ثمنها، ثم قال عز وجل: ?وإثمهما أكبر من نفعهما?؛ فزعم قوم أنها كانت تشرب في تلك الأيام قبل نزول هذا وتباع، فلما أنزل الله هذا اجتنبها كثير من الناس، وقال آخرون: لم تكن تشرب في ذلك الوقت، ثم أنزل الله بعد ذلك: ?ياأيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون? [النساء: 43] فاختلف الناس في تأويل هذه الآية، فقال قوم: يعنى بالسكر: [91أ - ب] سكر الخمر، وقال آخرون: إنه سكر النوم وهذا [15أ- ج] عندنا هو القول، فلما نزلت هذه الآية اجتنبها أيضا كثير من الناس، ثم أجمع الناس- بعد ما ذكرنا من ذلك فلا أعلم بينهم اختلافا- أن جميع ما ذكرت من هذه الثلاث الآيات [ 32ب -أ] منسوخات نسخها الله (بما) أنزل من سورة المائدة وهو قوله تعالى: ?ياأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة
والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون? [المائدة:90-91] فعند نزول هاتين الآيتين انتهى جميع الناس عن الخمر والميسر.
Страница 118