وفيه وفيهم ما يقول الله سبحانه: { وحآجه قومه قال أتحآجونني في الله وقد هدان } [الأنعام: 80]. يقول صلى الله عليه وسلم: وقد أراني من آياته، ودلائل معرفته، ما أراني من أرضه وسمائه، وفطرته لهما وإنشائه، فنجاني من هلكتكم بجهله، والاشراك به، وخصني مع النجاة من هداه لي [باليقين]، ولو لا هداه لي لعبدت كما عبدتم الآفلين، وكيف يكون[إلها] من أفل، وزال عن معهود حاله وتبدل ؟!! وفي تبدل الذات والصفات والأحوال، ما لا يدفع عن المتبدل من الافناء والابطال، وما بطل وفني، فخلاف ما دام وبقي، وما اختلف وتفاوت من الأشياء، فليس يحكم له إلا من ظلم بالاستواء! فكيف سويتم في معنى، بين ما يدوم وبين ما يفنى ؟! إلا أن تساووا في مقال واحد بين كاذب وصادق، وكما سويتم فيما تحبون من العبادة وغيرها بين مخلوق وخالق.
Страница 59