ثم رأى في منامه أنه أخذ الشمس بيمينه، والقمر بشماله، والدراري تتبعه. ثم رأى أنه يأكل الأرضين وقد اشتد عطشه، فشرب البحار بحرًا بحرًا حتى أتى على السبعة الأبحر، ثم أقبل على البحر المحيط فشربه، فلما أمعن فيه بلغ إلى طين وحمأة سوداء، فلم يسغ له فتركه.
ثم أفاق، ثم رأى أن جميع الحيوان قد حشرت له، فذكر ذلك لأصحابه، فقال له شيخ منهم: لا يفسر لك ما رأيت إلا نبي من ولد إسحق بن إبراهيم بالبيت المقدس. فسار ذو القرنين بجنوده إليه بعدما أمر بعمود من رخام عند مدينة مأرب، فنقش فيه.
إذا كان الإمام يحيف جورًا ... وقاضي الأرض يدهن في القضاء
فويل ثم ويل ثم ويل ... لقاضي الأرض من قاضي السماء
ثم دخل بجنوده إلى الحرم، فمشى فيه حافيًا".
ثم ذكر الجوزي وغيره من المؤرخين أنه اجتمع بالحرم مع إبراهيم الخليل ﵇.
واجتمع بالخضر ببيت المقدس، فقال للخضر: أيوحى إليك؟ قال: نعم يا ذا القرنين! قال: ما هذا الاسم الذي دعوتني به؟ فقال له: أنت صاحب قرني الشمس. ثم ذكر له الرؤيا. ففسرها عليه بما تقضي له بملك الدنيا، والبلوغ إلى العين الحمئة، والانتهاء إلى الظلمة. وكان الخضر
1 / 113