قد تقدم ذكر العرب البائدة الذين لم يبق لهم نسل مذكور. وكانوا صائبة يعبدون الأصنام، ومنهم من يرتفع عن ذلك إلى عبادة الكواكب.
ونحن الآن ذاكرون أحوال العرب العاربة والمستعربة، وهم القحطانية والعدنانية، ولهم في الإسلام ذكر آخر يتعلق بالتاريخ الإسلامي.
من طبقات الأمم لصاعد: "الأمة العربية فرقتان: بائدة وباقية، فأما البائدة فكانت أمما ضخمة كعاد وثمود وطسم وجديس والعمالقة وجرهم، أبادهم الزمان، وأفناهم الدهر بعد أن سلف لهم في الأرض ملك جليل، وخبر مشهور. لا ينكر لهم ذلك أحد من أهل العلم بالأمم الماضية. ولتقادم انقراضهم ذهبت عنا حقائق أخبارهم.
"وأما الفرقة الباقية فهي متفرعة من جذعين: قحطان وعدنان، ويضمها حالان: حال الجاهلية، وحال الإسلام".
"فأما حال العرب في الجاهلية فحال مشهورة عند الأمم من العز والمنعة. وكان ملكهم في قحطان، ومنهم التبابعة الذين ضعضعوا الممالك، وتركوا الآثار العظيمة، والأخبار [الشريفة] في أقطار الأرض.
قال: "إلا أنهم لم يكن لهم اعتناء بشيء من أمور الفلسفة، ولا أرصاد الكواكب كما كان لغيرهم".
1 / 73