سكنته بعد هذا فزاره. ولحقها ما لحق العرب البائدة، وتغلب عليها بنو إسماعيل فأهلكوها.
وقيل: إن أميم كان له ولدان: فارس، وهو أبو الفرس نزل بأرضهم المنسوبة إليهم، وتوارث بنوه الملك هنالك، وانفصلوا عن العرب، والولد الآخر وبار، وهي أمة مشهورة، في القدم نزلت رمل عالج ما بين اليمامة والشحر، فطغت وكفرت، فأهلكها الله وخرب بلادها، فسكنتها الجن فلا يألفها بعدها إنسي. وضربت العرب بها الأمثال، وخوفت من سلوك أقطارها.
وذكر الطبري أن جذيمة الوضاح ملك العرب بريف العراق من وبار بن أميم. قال: "وكان من أفضل ملوك العرب رأيا، وأبعدهم مغارًا، وأشدهم نكاية، وأظهرهم حزمًا، وغزا بالجيوش. وكان به برص فكانت العرب تكني عن ذلك فتقول: جذيمة الوضاح وجذيمة الأبرش. وكانت منازله فيما بين الحيرة والأنبار وبقة وهيت وناحيتها وعين التمر وأطراف البر إلى الغمير وخفية وتجبى إليه الأموال، وتفد
1 / 67