والعشق بالرؤية، مثل ما حكي عن زليخا، أنها رأت في المنام يوسف ﵇ فهامت به. وفيه قال آزاد:
رأيته أولا في النوم جنح دجى ... فبات قلبي على العلات قد حفظه
لما وجدت عظيم الفوز في سنة ... علمت أن الكرى خيرا من اليقظة
والعشق بالتصوير كما قال فيه آزاد:
رأيته بذات الأثل تصوير فاتن ... وأرجو من الله المهيمن وصله
لقد ذاب قلبي المستهام بثقله ... فكيف يكون الحال إن أر أصله
والعشق برؤية الأصل لا يحتاج إلى التبيين والتمثيل. وأما المقولات في مخاطبات العشق فسبعة: مقولة المحب للمحبوبة، وبالعكس، ومقولة المحب للصاحبة وبالعكس، ومقولة الصاحبة للصاحبة، والتزموا فيها أن تكون إحداهما امرأة أو كلتاهما، والمناسب بهذا المقام أن أعرض أمثلتها على السماع الماثل، وأتصدق بجواهر ثمينة على المداد السائل، فمن مقولة المحب للمحبوبة قول الشريف الرضي:
يا ظبية البان ترعى في خمائله ... ليهنك اليوم إن القلب مرعاك
الماء عندك مبذول لشاربه ... وليس يرويك إلا مدمع الباكي
حكى لحاظك ما في الرئم من ملح ... يوم اللقاء وكان الفضل للحاكي
أنت السلو للقلب والغرام له ... فما أمرك في قلبي وأحلاك
سهم أصاب وراميه بذي سلم ... من بالعراق لقد أبعدت مرماك
1 / 38