إلى الرجل خلاف العرب، وسببه في أن المرأة في دينهم لا تنكح إلا زوجا واحدا، فحظ عيشتها منوط بحياة الزوج، فإذا مات فالأولى في دينهم أن تحرق نفسها معه، فإنهم يحرقون موتاهم، والمرأة التي تعرض نفسها مع زوجها على النار يسمونها ستي، نسبة إلى ست (بفتح السين المهملة وتشديد الفوقانية) وهو العفاف، وياء النسبة عندهم ساكنة كأهل فارس، ولا استبعاد في إظهار العشق من جانب المرأة، أما ترى في القرآن العظيم غرام امرأة العزيز بيوسف ﵇؟. والعشق بين المرء والمرأة وضع إلهي، فتارة يكون من الطرفين، وتارة يكون من أحدهما وإذا لوحظ الوضع الإلهي فالمرأة معشوقة عاشقة، والرجل عاشق معشوق، وأهل الهند وافقوا العرب في التغزل بالنساء بخلاف الفرس والترك، فإن تغزلهم بالأمارد فقط، ولا ذكر من المرأة في أغزالهم، ولعمر المحبة إنهم لظالمون، حيث يضعون الشيء في غير موضعه، كما قال ﷾ في قوم لوط: (فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد) [هود:٨٢، ٣٨] . وقد عقد الأنطاكي في "تزيين الأسواق" الباب الثالث في ذكر العشاق الغلمان وأحوال من عدل إلى الذكور عن النسوان، وقال: إن أصل هذا نشأ في قوم لوط، زينه لهم الشيطان، فأخرجهم به إلى العدوان. وحكى بعضهم أن أصل ذلك من يأجوج ومأجوج، ونقله بعض المفسرين في قوله ﷿: (إن يأجوج ومأجوج مفسدون في
1 / 34