164

فلا يعرض له إلا الخير ، ولا لمن تبعه ، ومن أحب منهم أن يلحق بكم لم نمنعه ، يريدون بذلك المهاجرين ، فكرهت الأوس والخزرج.

فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : «أجيبوهم يا معشر الأوس والخزرج ، فإن الله بالغ أمره ومنجز وعده» ، فقالوا : تطيب عن نفسك يا رسول الله أن نفعل ذلك؟ قال : «نعم» ، قالوا : فالسمع والطاعة ، وضربوا بينهم أجلا أربعة أشهر ، ثم رجعوا إلى يثرب (75).

فلما افترقوا همت قريش بالغدر فكفى الله تعالى نبيه شرهم ، وخرج من مكة بالوحي الذي أنزل عليه ، خائفا يترقب حتى ورد المدينة عن أمر الله له بذلك. فهذه فضيلة [ثانية].

فلما وصل إليهم صلى الله تعالى عليه وسلم هو وأصحابه المهاجرون معه سمحوا له ولجميع من وصل معه بمشاطرة الأموال ، ومن كان له زوجتان من الأوس والخزرج طلق إحداهما وزوجها بعض المهاجرين (76)، فأثنى الله تعالى عليهم بذلك فقال : ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) (77) ( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) [الحشر 59 / 9]. وهذه فضيلة ثالثة.

Страница 176