من جانب، وديراك
Dirac
من جانب آخر، وقد تم الاهتداء إلى هذه الكشوف جميعا في عامي 1925-1926م. وفي وقت قصير نسبيا أمكن وضع فيزياء جديدة لعناصر المادة، أتاحت لعالم الفيزياء أداة رياضية قوية كان عليه أن يتعلم الموجات والجسيمات ، فما معنى القول إن المادة تتألف من موجات وجزيئات في آن واحد؟ على الرغم من أن النظرية الرياضية كانت موجودة، فإن تفسيرها كان ينطوي على صعوبات جمة. وهنا نجد أنفسنا إزاء تطور يكشف عن الاستقلال النسبي للنسبة الرياضية؛ فللرموز الرياضية حياة خاصة بها، إن جاز هذا التعبير، وهي تؤدي إلى النتيجة الصحيحة حتى قبل أن يفهم من يستخدم الرموز معناها النهائي.
كان دي بروليي قد فسر الجمع بين النظريتين الجزيئية والتموجية بأبسط معانيه، فكان يعتقد أن هناك جزيئات تصحبها موجات تسير مع الجزيء وتتحكم في حركته. أما شرودنجر فكان يعتقد أنه يستطيع الاستغناء عن الجزيئات، وأنه لا توجد إلا موجات تتجمع، مع ذلك، في بقاع صغيرة معينة، فينتج عنها شيء يشبه الجزيء. وهكذا قال بوجود حزم موجية تسلك على نحو شبيه بالجزيئات، ولكن بعد أن اتضح أن الرأيين معا لا يمكن قبولهما، اقترح بورن الفكرة القائلة إن الموجات لا تكون أي شيء مادي على الإطلاق، وإنما تمثل احتمالات. وأدى تفسيره هذا إلى حدوث تحول غير منتظر في مشكلة الذرة؛ فقد افترض أن الكيانات الأولية جزيئات لا تتحكم في سلوكها قوانين سببية، وإنما قوانين احتمالية من نوع مشابه للموجات فيما يتعلق بتركيبها الرياضي. وفي هذا التفسير لا تكون للموجات حقيقة الموضوعات المادية، بل تكون لها حقيقة المقادير الرياضية فحسب.
وقد واصل هيزنبرج السير في هذا الطريق، فبين أن هناك قدرا محددا من اللاتحدد
indeterminacy
فيما يتعلق بالتنبؤ بمسار الجزيء؛ مما يجعل من المستحيل التنبؤ بهذا المسار بدقة،
اللاتحدد
indeterminacy ». وبفضل كشوف بورن وهيزنبرج اتخذت الخطوة التي أدت إلى الانتقال من تفسير سببي للعالم الأصغر، إلى تفسير إحصائي له، فأصبح من المعترف به أن الحادث الذري المنفرد لا يتحدد بقانون سببي، بل يخضع لقانون احتمالي فحسب، واستعيض عن فكرة «إذا كان ... فإن ...» التي عرفتها الفيزياء الكلاسيكية، بفكرة «إذا كان ... فإن ... في نسبة مئوية معينة». وأخيرا جمع بور
Bohr
Неизвестная страница