ثم يجب الاهتمام بإيجاد متحف للآثار. هل يقام في كل بلد متحف أو تجمع العاديات في متحف واحد مركزه بيروت؟ ولقد قر الرأي على إنشاء متحف بيروت أولا، حتى إذا تكاثرة العاديات تنشأ متاحف أخر في بقية مدن سوريا.
وهنالك متحف سيؤسس في دمشق خصيصا للفن العربي، وقد أقرت الحكومة مركزه في أحد البيوت العربية القديمة، فيجمع فيه كل ما كاد أن يضيع من النحاسيات والسجاد والكشمير والمخطوطات والخزفيات، وليس أجمل من وضع هذه الكنوز في قصر تمثل جدرانه وسقوفه كل الفن العربي والمدنية العربية.
والآثار الظاهرة اليوم كثيرة، منها الفينيقية، ومركزها تجاه جزيرة أرواد، ومنها آثار مغازل، وهياكل أشمون في صيدا. أما المباني اليونانية فأكثرها يقع في تدمر، وهي تناظر آثار بعلبك الوحيدة في أهميتها.
أما مباني العهد البيزنطي فعديدة بني أكثرها في القرنين الخامس والسادس، منها قلعة سمعان بين حلب وأنطاكية، والمباني الواقعة في ضواحي حماة.
وآثار الصليبيين أكثر من أن تحصى، منها: قلعة الحصن، وقلعة الشقيف، وقلعة صيداء، ومما يؤسف له أن أكثر هذه المباني تحولت إلى حظائر للأنعام ومرابط الخيل، ومستودعات للسماد!
3
تصدر اليوم في باريس مجلة علمية تدعى سوريا
Syria
يقوم بتحريرها نخبة من كبار الأثريين، وهي تنشر كل ما له علاقة بالشرق الأدنى من الوجهة الأثرية، وما تقوم به البعثة الفرنسية في هذا السبيل.
وبين الذين يراسلون هذه المجلة عالم هو المسيو أوستاش ده لوري، رئيس البعثة الأثرية في دمشق، وهو عالم أوفده متحف اللوفر الفرنسي ليعمل مع البعثة الفرنسية، وذلك لما له من الإلمام بالفن الشرقي، وخصوصا العربي منه. وقد عرفه إخواننا الدمشقيون بمشروع ينوي القيام به، وهو تأسيس مدرسة لإحياء الصنائع الشرقية القديمة، وقد اشترى لهذا الغرض دار آل العظم الشهيرة.
Неизвестная страница