ليس من يشك في حسن نية الذين يودون تكثير الإيراد؛ لأنهم كلما طلبوا إصلاحا وجدوا أنفسهم أمام العقدة التي لا تحل، وهي عجز الميزانية، ولكننا نسترحمهم أن لا ينشطوا القمار في هذا البلد الذي سماه الشرق بلد المعاهد والمدارس.
تريدون ضريبة جديدة؟ اضربوها على أعناقنا، ونحن النساء نرضى بأن ندفع الخراب عن الأمة، ونفخر أن نكتب صفحة خالدة في سجل الوطن الجديد.
نحن نقصي عن شبيبتنا خطر القمار الذي لم تبتل به بلد كما ابتليت بيروت، ونشتري دموع الأطفال والأمهات والزوجات اللائي ستلقى حظوظهن رهن شفاه المقامرين، فيربطن - بسبب تنشيط القمار - إلى مواكب البؤساء، وهم كثر.
الحاكمية الوطنية
إذن للحاكمية الوطنية أخصام ومريدون؟ ولها من يقول بها ومن لا يقول؟ لولا هذا لما كان هذا الجدال في أمة صغيرة يجتمع سكانها ويحشرون بسهولة في زاوية من زوايا العواصم الكبيرة ...
ولكننا على ضآلة شأننا نعرف أهمية هذا الاقتتال علينا، وإلا فما كان لهذا الدلال من سبيل ومن وجود، ولعلنا - من دون أن ندري - ندين بدين أصغر مخلوقات الله، ونعطف على النملة الصغيرة الفخورة في بيتها الحقير فخر العقاب في وكره.
الحاكمية الوطنية؟ لو تسمع أخصامها يصفون لك ويلاتها لقلت: إن الأمة ستغوص في الدم يوم تخطئ المفوضية وتجرب فينا هذا الدواء.
يقولون: إن الأرثوذكسيين والمسلمين - وجلهم ناقمون لأنهم في هذه الحكومة يعاملون كما لو كانوا أولاد الجارية - لن يرضوا عن حاكم ماروني، والدروز - ولهم تاريخهم في حماية العرين - لم يزالوا بشرا، ولهم أطماع البشريين.
والموارنة لن يتنازلوا عما يعتبرونه حقهم الصريح لأن فرنسا إنما جاءت إلى الشرق من أجلهم ...
فإذا حصرت الحاكمية في إحدى هذه الطوائف، لا نأمن النقمة العامة، ثم الفوضى، ثم الثورة.
Неизвестная страница