إبراهيم بن يوسف١ قال حدثني أبي٢ عن أبي إسحاق قال سمعت البراء يحدث قال: "لما كان يوم الأحزاب وخندق رسول الله ﷺ رأيته ينقل من تراب الخندق حتى وارى عني التراب جلدة بطنه وكان كثير الشعر٣ فسمعته يرتجز بكلمات ابن رواحة وهو ينقل من التراب يقول:
والله لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علين
ا ... وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الأُلى قد بغوا علين
ا ... إذا أرادوا فتنة أبين
ا
قال:" ثم يمد صوته بآخرها"٤.
هكذا جاء أيضًا في هذه الرواية مباشرته ﷺ لنقل التراب الناتج من الحفر فلقد كان ﷺ مدرسة للأخلاق الكريمة الفاضلة المستقاة من القرآن
١ إبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي صدوق يهم من السابعة مات سنة ١٩٨هـ، روى له (خ م د ت س) التقريب ٢٤.
٢ يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي وقد ينسب لجده - ثقة - من السابعة مات سنة ١٥٧هـ، روى له (ع) التقريب ٣٨٨.
٣ قال الحافظ: "وليس كذلك فإن صفته ﷺ أنه كان دقيق المسربة - أي الشعر- الذي في الصدر إلى البطن. قال فيمكن الجمع بأنه كان مع دقته كثيرًا أي لم يكن منتشرًا بل كان مستطيلًا والله أعلم". فتح الباري ٧/٤٠١.
٤ صحيح البخاري ٥/٤٧، والفتح ٧/٣٩٩.