От переноса к творчеству (Том второй трансформация)
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (١)
Жанры
وليس الموروث هو اللغوي والشعر فحسب، بل العلمي والتاريخي والجغرافي والثقافي والحضاري العام، والحقيقة أنه لا يوجد عند ابن سينا تراكم فلسفي كاف. فلا توجد إحالات إلى السابقين عليه مثل الكندي والرازي والفارابي إلا فيما ندر ولا حتى من أئمة الشيعة الثوار مثل السجستاني الذين ملئوا الفراغ الفلسفي بين الفارابي وابن سينا نظرا لإخفاء مصادره. ومع ذلك يبرز الموروث العلمي مثل الفراسة الذي وضع فيه الرازي مؤلفه. يتحدث ابن سينا في آخر فصل في «القياس» عن «الدليل والعلامة والفراسة»؛ ففي نهاية القياس، وبعد الطابع الصوري الرياضي لإشكاله يظهر الطابع العلمي المحلي عند ابن سينا كما هو الحال في آخر الإلهيات؛ ومن ثم يتحول المنطق من المستوى الصوري إلى المستوى الشعوري، من العقل المجرد إلى النفس والأخلاق. الفراسة قياس ضمن القياسات التمثيلية التي تعتمد على العلامات، وهي الانفعالات والمزاجات التي تعبر عن أخلاق النفس مثل الأعراض التي تدل على الأمراض في تشخيص الأطباء. فالانفعالات يتبعها تغير في البدن، ومن هذا التغير يمكن الكشف عن هذه الانفعالات. ومن أمزجة البدن يمكن التعرف على أحوال النفس.
145
ويذكر بعض التاريخ مثل المأمون (مرتان). ويراجع ابن سينا رصد أبرخس على رصد تم أيام المأمون، مقارنا بين رصد المتقدمين ورصد المتأخرين. وقام برصد آخر بعد تأليفه كتاب «الهيئة». ويرتبط التاريخ بالحساب والفلك؛ إذ يشار إلى مصر، أيام الشهر المصري، وهي ثلاثون يوما. كما يشار إلى صعيد مصر، أسافل مصر نظرا لامتداد مصر من الشمال إلى الجنوب. ويتم الحساب بالسنوات المصرية. وتماثل صفة مصرية صفة قبطية؛ فمصر قبطية. كما يشار إلى الإسكندرية كمرصد في مقابل بابل لقياس بعد المسافة وفرق الوقت وقياس كسوف الشمس في هذين المكانين.
146
كما تظهر بلاد السودان كمثال لقانون الاطراد والاستقراء الناقص في الحكم على أن سكانها سود. وتظهر الأمثلة المحلية وأسماء مدن العرب كنماذج في القضايا مثل كل منتقل من الري إلى بغداد فإنه يبلغ مثلا قرميسين «كنموذج للكلية الموجبة وكذلك» أو «ما دام منتقلا إلى بغداد». ويضرب المثل ببلد الري أو بغداد على العموم، ثم يأتي التفصيل فيما بعد. وتظهر الشام مع مصر وسطا بين بابل والمغرب. كما يشار إلى الصقالبة والخزر في آسيا.
147
ويظهر أحيانا ضمير المتكلم الجمع مثل نحن أو حروف الجر مثل «لنا»، «إلينا» من أجل تحويل علم الهيئة من المستوى النظري إلى المستوى التطبيقي، ومن الوافد إلى الموروث ومن جغرافية اليونان إلى جغرافية العالم الإسلامي. كما يضرب ابن سينا المثل بتقديم كتاب إيساغوجي وقاطيغورياس على باقي كتب المنطق مثل تقديم أبي بكر على عمر في الكمال.
148
وهناك أيضا إشارات إلى الهند، مما يدل على حضورها كجناح شرقي للحضارة الإسلامية، وهو جناح أطول وأعرق، بانضمام فارس، من الجناح الغربي اليوناني، وتظهر الهند باعتبارها منطقة أو حضارة أو بلادا وكمثال لقانون الاطراد. والعجيب أن ابن سينا يذكر «كليلة ودمنة» على أنها عربية أو فارسية معربة وهي هندية الأصل. ويضرب بها المثل على أنها قصص وليست شعرا بسبب نقص الوزن. كما تظهر الهند في كتب الحكمة بطريقتين عرضا عند الحكماء مثل ابن سينا أو قصدا عند البيروني. وقد عرف العالم الإسلامي الفلك الهندي قبل اليوناني، ونقل كتاب «السند هند» قبل كتاب «المجسطي». ويشار في كتاب «الحساب» إلى الجمع والتفريق الهندي على أنه من فروع الحساب وليس من أصوله. ويعادل الجبر والمقابلة عند المسلمين. وأصله في الحساب الاستعمال والاستخراج. ويشار إلى الحساب الهندي وطريقته في عمل حساب المكعبات.
149
Неизвестная страница