Накабат
النكبات: خلاصة تاريخ سورية منذ العهد الأول بعد الطوفان إلى عهد الجمهورية بلبنان
Жанры
وكان المفرج بن دغفل بن الجراح قد نزل على الرملة وعاث فيها، فجاء جيش الصمصامة يؤدبه. والويل من المؤدبين.
أما الصمصامة هذا، الذي تولى نيابة دمشق للفاطميين، فقد كان مثل سيف الدولة ظافرا سعيدا في حروبه، وكان كذلك ظالما عتيا، سفاكا للدماء. قال المؤرخ: «وعم الناس في ولايته البلاء من القتل وأخذ المال، حتى لم يبق بيت في دمشق ولا بظاهرها إلا امتلأ من جوره، خلا من كان ظالما يعينه على ظلمه ... والظلم من شيم النفوس! ... لا رضي الله عنك أيها المتنبي!»
وشيدت دولة بني مرداس على مبدأ الدولة الحمدانية، وكذلك دولة بني جراح، ودولة بني سنان؛ أي دول بني كلب - دول الكلاب كلها!
فمنذ سنة 254ه إلى سنة 463ه/867-1067م، كان الحكم في هذه البلاد السورية حكم «أبحناها لكم»، ولا فرق إذا كانت الدولة طولونية أو إخشيدية أو حمدانية أو كلبية.
فيا لتعس الناس الذين عاشوا في ذلك الزمان المظلم، وكل حاكم فيه يباري زميله ، أو يباهي خصمه بالمظالم والمذابح، وبالنهب والسلب والسبي والتدمير.
أبحناها لكم ثلاثة أيام!
للسبي ما نكحوا والقتل ما ولدوا
والنهب ما جمعوا والنار ما زرعوا
يا للهول ويا للويل! رحم الله من عاشوا في زمن الإباحات، ولا رحم الله أربابها وجنودهم. أبشر خلقوا على صورة الله ومثاله، يتحولون في ساعة واحدة إلى وحوش ضارية؟!
وهل يستحق أولئك البرابرة خمسين صفحة في التاريخ؟ إنهم لا يستحقون والله أكثر من سطر، فيه كل أمرهم؛ فقد تحاربوا وتكالبوا، وذبحوا ونهبوا، وفسقوا ودمروا. وبكلمة أخرى: قد استباحوا كل حلال من عرض ودم ومال.
Неизвестная страница