277

============================================================

وإن قلت : بلى ، قد قرات القرآن . قلنا لك : فاين ما قد قرات من قوله تعالى : (قل أرأبتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم مضه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون 6(1).

فان قلت: فإنك قد قرأتها فى المصحف، ورايتها بعينك فيه.. قلنالك : فلم أنزلها الله إلينا، أراد ان يسرنا بها، أم أن ذكرها لغير علة، أم نظر فينا بأنه ليس لها عنى (1) علة من اجله نزلت 14 فإن قلت : إنه أراد أن يسمرنا ، وهخبر بان ليس لها ى.. كفرت، وخرجت من الإسلام: وإن قلت : إن الله أنزلها موعظة وتذكرة وتحذيرأ من النار، وتاديبا واهجابا عليهم، انهم هم الذين جملوا من الأرزاق حراما وحلالا بظلمهم واختيارهم . فذلك هو الحق وهو قولنا.

ثم نقول لك : اخبرنا اليس فى نص هذه الآية من الشفاء والكفاية عن التطومل ، ما يوجب عليك أن العباد هم الذين جعلوا ما انزل الله لهم من الرزق حراما وحلالا14.. وأن الله، عز وجل، لم يجمل ذلك الذى جملوا، بل جمل هو، عز وجل، الأرزاق فيماأخرج من المعادن والبحار، وما أنبت الأرض، ومن غنم الفئ، جل حلالا بقته التى قها لؤمين، وحكه الذى حكم به لا ليين، فمن كان فى يده شيء من هذه الأشياء التى ذكرنا فهر رزق من الله، عز وجل، وقسمة لافساد فى حلالها، ولا إثم فى كسبها، فن وجدنا معه شييا من هذه الوجوه، إما 89و) من معدن أخذه من حلة/ اومن ارض ورثها ، أو أحياها من حلها، أو من بحر سافر فيه، أو من غنم فى حرب فى سبيل الله مع المحقين، او ميراث ورثه من ذوى ارحامه، او دية وجبت له، او جراح لزم له عقلها.

قلنا له : هذا هو المال الحلال الطيب بارك الله لك فيه ، فأخرج زكاته إلى من أوجب الله طاعته، فأنت صاحب المال الحلال الطيب المقسوم من الله، عز وجل، وهو الرزق من الله الذى لا شبهة فيه .

(1) رره بونس : الآية 59 (2) فى الأصل: معنا.

Страница 277