فصل في عكس القياس
وأما عكس القياس فهو أن يؤخذ مقابل النتيجة بالضد أو النقيض ويضاف إلة إحدى المقدمتين فينتج مقابل المقدمة الأخرى ويستعمل احتيالا في الجدل لمنع القياس بتغيير اسم بعض حدود النتيجة لئلا يفطن إلى وجه الاحتيال مثلا إن كان القياس أن كل " ج ب " وكل " ب ا " فأنتج كل " ج ا " قلت لا شيء من " ج " وكل " ج ب " فلا كل " ب ا " فقد أبطلت الكبرى أو قلت لا شيء من " ج ا " وكل " ب ا " فلا شيء من " ج ب " فقد أبطلت الصغرى فيجب أن تمتحن هذا في كل شكل وكل ضرب وتعرف أن المقابلة هي باعتبار الضد أو النقيض. فصل في قياس الخلف قياس الخلف هو الذي تبين فيه المطلوب من جهة تكذيب نقيضه فيكون هو بالحقيقة مركبا من قياس استثنائي مثاله إن لم يكن كل " ا ب " فليس كل " ا ب " وكل " ج ب " فهذا قياس اقتراني من شرطية متصلة وحملية وينتج إن لم يكن كل " ا ب " فليس كل " ا ج " ثم تجعل النتيجة مقدمة وتستثني نقيض تاليها فتقول إن لم يكن كل " ا ب " فلس كل " ا ج " لكن كل " ا ج " وهو نقيض التالي ينتج نقيض المقدم وهو أن كل " ا ب " وهذا هو صورة قياس الخلف وصورة استتباعه بالشرطيات وإن كان أكثر الناس يتحيرون في تحليله وقياس الخلف مشابه لعكس القياس لأنه يؤخذ فيه نقيض مطلوب ما ويقرن به مقدمة فينتج أبطال مسلم فلو أن إنسانا أخذ نقيض تالي نتيجة قياس الخلف مع المقدمة المسلمة لأنتج المطلوب بالاستقامة كما لو قال كل " ا ج " وكل " ج ب " لأنتج كل " ا ب " وكل قياس خلف إذا عكس صار مستقيما ويفترق قياس الخلف وعكس القياس بأن عكس القياس هو بعد قياس معمول وأما قياس الخلف فهو مبتدأ وإن كان بالقوة عكسا لقياس الاستقامة فانظر الآن أن كل مطلوب ما نقيضه وكيف يمكن أن يقرن به مقدمة لينتج محالا وفي أي شكل يمكن ذلك.
Страница 47