54

Запрет на ругательство сподвижников и грехи и наказания в этом

النهي عن سب الأصحاب وما فيه من الإثم والعقاب

Исследователь

د. محمد أحمد عاشور - م. جمال عبدالمنعم الكومي

Издатель

الدار الذهبية-مصر

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٩٩٤ م

Место издания

القاهر

٥٧ - أَخْبَرَنَا خَالِي الْإِمَامُ أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ الْمَقْدِسِيُّ إِجَازَةً أَنَّ الشَّيْخَ الْمُقْرِئَ أَبَا بَكْرِ بْنَ علي بن عبد الله ابن الْحَرَّانِيِّ نَزِيلَ بَغْدَادَ حَدَّثَهُ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ بِمَحِلَّةِ الصَّالِحِينَ فِي جَبَلِ قَاسِيُونَ قَالَ خَرَجْتُ إِلَى زِيَارَةِ قَبْرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ فِي آخِرِ خِلَافَةِ المستضئ أَنَا وَجَمَاعَةٌ فَنَزَلْنَا عَلَى نَقِيبٍ مِنْ نُقَبَاءِ الْعَلَوِيِّينَ وَهُوَ مُتَولِّي الْمَوْضِعِ وَكَانَ عَرَّفَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ رَجُلٌ هَاشِمِيٌّ صَدِيقٌ لِي فَأَكْرَمَنَا وَأَحْسَنَ مَثْوَانَا وَكَانَ لَهُ خَادِمٌ يهودي متولي أَمْرِهِ وَخِدْمَتِهِ فَقَالَ الشَّرِيفُ الْهَاشِمِيُّ لِلنَّقِيبِ وَأَنَا أَسْمَعُ أَيُّهَا النَّقِيبُ إِنَّ أُمُورَكَ كُلَّهَا حَسَنَةٌ وَقَدْ جَمَعْتَ الشَّرَفَ وَالْمُرُوءَةَ وَالْكَرَمَ إِلَّا أَنَّنَا قَدْ أَنْكَرْنَا اسْتِخْدَامَكَ لِهَذَا الْيَهُودِيِّ وَاسْتِدْنَاءَكَ إِيَّاهُ مَعَ مُخَالَفَتِهِ دِينِكَ أَوْ كَمَا قَالَ فَقَالَ النَّقِيبُ إِنِّي قَدِ اشْتَرَيْتُ مَمَالِيكَ كَثِيرَةً وَجَوَارِي فَمَا رَأَيْتُ ⦗١١٤⦘ مِنْهُمْ أَحَدًا وَافَقَنِي وَلَا وَجَدْتُ فِيهِمْ أَمَانَةً وَنُصْحًا مِثْلَ هَذَا الْيَهُودِيِّ يَقُومُ بِأَمْرِ الْبُسْتَانِ وَالدَّارِ وَالْخِدْمَةِ وَفِيهِ الْأَمَانَةُ وَمَا مِنْ خِدْمَةٍ خارجة ولا داخلة إِلَّا قَدْ كَفَانِيهَا أَوْ نَحْوَ هَذَا فَقَالَ بَعْضُ الْجَمَاعَةِ إِذَا كَانَ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ فَاعْرِضْ عَلَيْهِ الْإِسْلَامَ فَلَعَلَّهُ يُسْلِمُ
فَبَعَثَ إِلَى الْيَهُودِيِّ فَكَانَ مِنْ قَوْلِهِ أَنْ قَالَ وَاللَّهِ لَقَدْ عَرَفْتُ حِينَ دَعَوْتُمُونِي مَا تُرِيدُونَ مِنِّي فَقِيلَ لَهُ إِنَّ هَذَا النَّقِيبَ قَدْ عَرَفْتَ فَضْلَهُ وَبَيْتَهُ وَرِئَاسَتَهُ وَهُوَ يُحِبُّكَ فَقَالَ وَأَنَا أُحِبُّهُ فَقِيلَ لَهُ فَلِمَ لَا تَتْبَعُهُ عَلَى دِينِهِ وَتَدْخُلُ فِي الْإِسْلَامِ فَقَالَ لَهُمْ قَدْ عَلِمْتُمْ إِنِّي أَعْتَقِدُ أَنَّ عُزَيْرًا نَبِيٌّ كَرِيمٌ أَوْ قَالَ مُوسَى ﵇ وَلَوْ عَلِمْتُ أَنَّ فِي الْيَهُودِ مَنْ يَتَّهِمُ زَوْجَةَ نَبِيٍّ بِالْفَاحِشَةِ وَيَلْعَنُ أَبَاهَا أَوْ أَصْحَابَ نَبِيٍّ لَمَا تَبِعْتُ دِينَهُمْ فَإِذَا أَنَا أَسْلَمْتُ لِمَنْ أَتْبَعُ قَالَ لَهُ الْهَاشِمِيُّ تَتْبَعُ النَّقِيبَ الَّذِي أَنْتَ فِي خِدْمَتِهِ قَالَ مَا أَرْضَى هَذَا لِنَفْسِي قَالَ وَلِمَ قَالَ لِأَنَّ هَذَا يَقُولُ فِي عَائِشَةَ مَا يَقُولُ وَيَسُبُّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ لَا أَرْضَى هَذَا لِنَفْسِي أَنْ أَتْبَعَ دِينَ مُحَمَّدٍ وَأَقْذِفَ زَوْجَتَهُ وَأَلْعَنَ أَصْحَابَهُ فَرَأَيْتُ أَنَّ دِينِي أَوْلَى
قَالَ فَوَجَمَ الشَّرِيفُ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ لِلْيَهُودِيِّ مُدَّ يَدَكَ أَنَا أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شريك له وأن محمد عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَإِنِّي تَائِبٌ عَمَّا كُنْتُ عَلَيْهِ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ فقال اليهودي وأنا أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ كُلَّ دِينٍ غَيْرَ دِينِ الْإِسْلَامِ بَاطِلٌ
فَأَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ وَتَابَ النَّقِيبُ عَنِ الرَّفْضِ وَحَسُنَتْ تَوْبَتُهُ.

1 / 113