[28 ]
أقول: ليست القضية بهذه السهولة وأنا أشرت إلى أن القضية ليست اتهام فلان أو تبرئة فلان بقدر ما هي حماية للمنهج الذي تسير عليه الامة والاستفادة من حقائق تاريخنا كما وقعت لا كما كنا نحب أن تقع ! !، ثم إن أبدى المؤرخون آراءهم ونفوا بعقولهم روايات ثابتة في الصحيحين وجعلوا الحكم مجرد (تخمينات العقل) فهذا (يهدم القاعدة) من أساسها ونصبح هكذا (كل في فلك) نشرق بروايات ونغرب بأخرى ! ! وننفي ما نشاء ونثبت ما نشاء ! ! دون ضابط يحكم قولنا وتفكيرنا إ ! فالقضية أعظم مما قد يتصوره بعض الاخوة الفضلاء من تبرئة أو إتهام ! !. وقد يقول قائل: إن كلامك هذا قد يفرح به بعض أهل الاهواء ويتخذونه سلاحا ضدنا في معركة لسنا بحاجة إليها ! !. أقول: وهل كلامي هذا جديد ؟ ! فصحيح البخاري ومسلم موجودان منذ القرون الاولى يقرأهما الخاصة والعامة، الصديق والعدو، وقضية سب بني أمية لعلي لا تخفى على العامة فضلا عن الخاصة. فكيف تخفى على المؤرخين من الخاصة ! ! ! ثم نحن أمام خيارات ثلاثة: أما نجعل التاريخ الاسلامي مسجلا للحقائق نافيا للاكاذيب ونترك اللعب على الاذقان ونثبت الروايات الصحيحة وما يقتضيه مضمونها، ثم نوجهها التوجيه السليم، وهذه الروايات ليست بدعا من عندنا فقد عقلها البخاري ومسلم وابن تيمية وابن باز والائمة المحدثون قديما وحديثا. الخيار الثاني: أن نترك التاريخ كلية ولا نبرئ زيدا ولا نتهم [29 ]
Страница 28