Наху Сакафа Исламийя Асила

Умар Сулейман аль-Ашкар d. 1433 AH
151

Наху Сакафа Исламийя Асила

نحو ثقافة إسلامية أصيلة

Издатель

دار النفائس للنشر والتوزيع

Номер издания

الرابعة

Год публикации

١٤١٤ هـ - ١٩٩٤ م

Место издания

عمان - الأردن

Жанры

الله تعالى: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في جهنم، ولا أبالي" (١) والمتكبر يمنعه كبره من الاستفادة من حملة الحق والهدى، فيخسر كثيرا ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا﴾ [الأعراف: ١٤٦]. وهم يخسرون في الآخرة أنفسهم، لأن من اتصف بالكبر يذله الله، ويدخله جهنم وبئس القرار، ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: ٦٠]. وإذا كانت سنة الله في المتكبرين أن يذيقهم الذل والهوان، فشأنه في المتواضعين أن يعزهم ويكرمهم، ففي الحديث: "ما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه" (٢)، والتواضع كما يقول الفضيل بن عياض: "أن تخضع للحق وتنقاد له، ولو سمعته من صبي قبلته، ولو سمعته من جهال الناس قبلته" (٣)، والكبر بخلاف ذلك، ففي الحديث: "الكبر بطر الحق وغمط الناس" (٤). ٣ - الحياء: يتصف كل أهل دين بخلق أكثر مما يتسمون بغيره، فخلق اليهود الذي يتسمون به الخوف، والنصارى المحبة، وأهل هذا الدين خلقهم الذي يتميزون به خليط من الخوف والحب، ألا وهو الحياء، فقد روى مالك في موطئه قول الرسول ﷺ "إن لكل دين خلقا، وخلق الإسلام الحياء".

(١) رواه مسلم. (٢) رواه مسلم. (٣) تهذيب موعظة المؤمنين: ٢/ ١١٠. (٤) رواه مسلم، ومعنى غمط الناس: الازدراء بهم واحتقارهم.

1 / 167