Наху Сакафа Исламийя Асила

Умар Сулейман аль-Ашкар d. 1433 AH
149

Наху Сакафа Исламийя Асила

نحو ثقافة إسلامية أصيلة

Издатель

دار النفائس للنشر والتوزيع

Номер издания

الرابعة

Год публикации

١٤١٤ هـ - ١٩٩٤ م

Место издания

عمان - الأردن

Жанры

المبحث الرابع نماذج من الأخلاق المأمور بها أو المنهي عنها ١ - الصدق: الصدق طريق الفلاح والنجاح، والكذب طريق السقوط والضلال، بهذا جاءنا ديننا، والواقع يصدقه، وإن ظن بعض الناس خلاف ذلك فقد أخطؤوا، فالذي يظن أن الكذب منجاة وأن الصدق مهلكة لم يعرف الحق أبدًا، وقد بين هذه الحقيقة الحبيب المصطفى في الحديث الذي يرويه عنه أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود حيث يقول: "عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدى إلى الجنّة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق، حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب، حتى يكتب عند الله كذابا" (١)، وحسبك بالصادقين أن الله أثنى عليهم في محكم التنزيل ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ [الأحزاب: ٢٣]. وذم الذين أخلفوا الله ما عاهدوه عليه ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (٧٥) فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (٧٦) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (٧٧)﴾ [التوبة: ٧٥ - ٧٧]. والصدق كما يكون في الحديث والوعد والعهد، يكون كذلك في العزم بأن

(١) رواه البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري.

1 / 165