Путь Рашада в системе верований
نهج الرشاد في نظم الاعتقاد
Исследователь
أبو المنذر المنياوي
Издатель
أرسله محققه للمكتبة الشاملة
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م
Жанры
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
_________
١ - امتثاله للأمر القرآني بالسلام على النبي ﷺ في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ (الأحزاب:٥٦)، وهذا عمل صالح.
٢ - أن السلام على النبي ﷺ من باب الدعاء له بأن تحل عليه بركة اسمه تعالى، وبمعنى السلامة من العيوب، والنقائص، ونحو ذلك، وقد روى أبو داود (٢/ ٧٦) (١٤٧٩)، والترمذي (٥/ ٢١١) (٢٩٦٩)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه (٢/ ١٢٥٨) (٣٨٢٨)، وأحمد (٤/ ٢٦٧) من طريق عن زر بن عبد الله الهمداني عن سبيع الكندي عن النعمان بن بشير ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (إن الدعاء هو العبادة)، صححه الشيخ الألباني، والأرناؤوط، فصح بذلك أن السلام عمل صالح.
٣ - أن السلام على النبي ﷺ يستلزم الإيمان به، ومحبته، وهذا واضح فيما عدده الناظم في الأبيات السابقة من فضائل، ومدح للنبي ﷺ، وكل هذا من الأعمال صالحة.
ثانيًا: روى أبود داود (٢/ ٢١٨) (٢٠٤١)، وأحمد (٢/ ٥٢٧) من طريق حيوة عن أبي صخر حميد بن زياد عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قال " ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد ﵇ ".وحسنه الشيخ الألباني، والأرناؤوط، فهذا هو وجه توسله بدعاء النبي ﷺ في رده السلام عليه.
ولا يفوتني هنا التنبيه على أن جعل السلام على النبي ﷺ من باب التوسل بالعمل الصالح له شبه بقول النبي ﷺ فيما رواه الإمام مسلم (١/ ٢٨٨) (٣٨٤) من حديث عن عبدالله بن عمرو بن العاص ﵄ أنه سمع النبي ﷺ يقول: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة) فكل من الصلاة على النبي، وطلب الوسيلة له من الأعمال الصالحة التي يتوصل بها إلى مقصود معين، كالصلاة من الله تعالى على المصلي على النبي ﷺ، أو نيل الشفاعة من النبي ﷺ مجازاة لطلبه الوسيلة له.
وعليه فقد ظهر بذلك أن الصلاة، والسلام على النبي ﷺ من أفضل القرب إلى الله ﷿، وبذلك يستقيم التوسل إلى الله ﷿ بهما. وقد أطلت في بيان هذا الأمر الواضح؛ لأن ظاهر عبارة المؤلف فيها بعض الغموض.
1 / 101