المطلب الثاني في الجهاد وإنما تشيدت مباني الدين وتثبتت قواعده وظهرت معالمه بسيف مولانا أمير المؤمنين وتعجبت الملائكة من شدة بلائه في الحرب. ففي غزاة بدر وهي الداهية العظمى على المسلمين وأول حرب ابتلوا بها قتل صناديد قريش الذين طلبوا المبارزة كالوليد بن عتبة والعاص بن سعيد بن العاص الذي أحجم المسلمون عنه ونوفل بن خويلد الذي قرن أبا بكر وطلحة بمكة قبل الهجرة وأوثقهما بحبل وعذبهما
وقال رسول الله ص لما عرف حضوره في الحرب اللهم اكفني نوفلا ولما قتله علي ع قال رسول الله ص الحمد لله الذي أجاب دعوتي فيه
فلم يزل يقتل في ذلك اليوم واحدا بعد واحد حتى قتل نصف المقتولين وكانوا سبعين وقتل المسلمون كافة نهج الحق ص : 249و ثلاثة آلاف من الملائكة المسومين النصف الآخر. وفي غزاة أحد انهزم المسلمون عن النبي ص ورمى رسول الله ص وضربه المشركون بالسيوف والرماح وعل يدافع عنه فنظر إليه النبي ص بعد إفاقته من غشيته وقال ما فعل المسلمون فقال نقضوا العهد وولوا الدبر فقال اكفني هؤلاء فكشفهم عنه وصاح صائح بالمدينة قتل رسول الله ص فانخلعت القلوب
ونزل جبرائيل قائلا لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي وقال للنبي ص يا رسول الله لقد عجبت الملائكة من حسن مواساة علي لك بنفسه فقال النبي ص ما يمنعه من ذلك وهو مني وأنا منه ورجع بعض الناس لثبات علي ع ورجع عثمان بعد ثلاثة أيام فقال النبي ص لقد ذهبت بها عريضا
وفي غزاة الخندق أحدق المشركون بالمدينة كما قال الله تعالى إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم ونادى المشركون بالبراز فلم يخرج سوى علي وفيه قتل أمير المؤمنين ع عمرو بن عبد ود .
Страница 131