301

Нархат тиб из ветвей Андалусии

نفخ الطيب من غصن الأندلس الرطيب

Редактор

إحسان عباس

Издатель

دار صادر-بيروت

Место издания

لبنان ص. ب ١٠

هي ارجعوا يا بني إسماعيل إلخ ما معناه: وإن سألتم لم ترجعون فاعلموا أنّكم ترجعون ليضرب بعضكم رقاب بعض، انتهى.
قال ابن حيّان: وليحيى بن حكم الشاعر المعروف بالغزال في فتح الأندلس، أرجوزة حسنة مطولة ذكر فيها السبب في غزوها نظمًا (١)، وتفصيل الوقائع بين المسلمين وأهلها، وعداد الأمراء عليها وأسماءهم، فأجاد وتقصّى، وهي بأيدي الناس موجودة، انتهى.
وقد عرفت بما سبق تفصيل ما أجمله ابن خلدون (٢)، والروايات في فتح الأندلس مختلفة، وقد ذكرنا نحن بحسب ما اقتضاه الوقت ما فيه كفاية، وأشرنا إلى بعض الاختلاف في ذلك، ولو بسطنا العبارة لكان وحده في مجلد أو أكثر.
[عبد الرحمن الداخل]
وعلم ممّا ألمعنا به من كلام ابن خلدون السابق ذكر الولاة للأندلس من لدن الفتح، وهم من قبل بني مروان بالمشرق المنفردين بإمامة المسلمين أجمعين قبل تفرقهم، إلى أن انقرضت دولتهم العظيمة التي هي ألف شهر، فاقتطع الأندلس عن بني العبّاس الدائلين على بني مروان الناسخين لهم فلّ المروانيين عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان، واقتعدها دار مملكة مستقلة لنفسه ولأعقاره، وجمع بها شمل بني أميّة ومواليهم، وأورثها بنيه حقبةً من الدهر، بعد أن قاسى في ذلك خطوبًا، واجتمع عليه ثم على ذريته من بعده أهل الأندلس أجمعون رضىً بهم دون بني العباس، بعد أن حاول بنو العباس ملكها بأن ولّوا بعض رؤساء العرب، وأمروهم بالقيام على عبد الرحمن والدعاء للعباسيين القاطعين جرثومة دولة بني مروان، فلم يتيسّر ذلك، وظفر

(١) ق: فنظم فيها ذكر السبب في غزوها.
(٢) انظر ص: ٢٣٢ - ٢٣٨ من هذا الكتاب.

1 / 282