277

Нархат тиб из ветвей Андалусии

نفخ الطيب من غصن الأندلس الرطيب

Редактор

إحسان عباس

Издатель

دار صادر-بيروت

Место издания

لبنان ص. ب ١٠

رأسي الذين أداروا عليه الهزيمة، وأداهما إلى ذلك طمع رجوع ملك والدهما إليهما.
وقيل: لما تقابل الجيشان أجمع أولاد غيطشة على الغدر بلذريق، وأرسلوا إلى طارق يعلمونه أن لذريق كان تابعًا وخادمًا لأبيهم فغلبهم على سلطانه بعد مهلكه وأنّهم غير تاركي حقهم لديه، ويسألونه الأمان على أني يميلوا إليه عند اللقاء فيمن يتبعهم، وأن يسلّم إليهم إذا ظفر ضياع والدهم بالأندلس كلّها، وكانت ثلاثة آلاف ضيعة نفائس مختارة، وهي التي سميت بعد ذلك صفايا الملوك، فأجابهم إلى ذلك، وعاقدهم عليه، فالتقى الفريقان من الغد، فانحاز الأولاد إلى طارق، فكان ذلك أقوى أسباب الفتح، وكان الالتقاء على وادي لكّة من كورة شذونة، فهزم الله الطاغية لذريق وجموعه، ونصر المسلمين نصرًا لا كفاء له، ورمى لذريق نفسه في وادي لكّة وقد أثقلته السلاح (١)، فلم يعلم له خبر ولم يوجد.
وقيل: نزل طارق بالمسلمين قريبًا من عسكر لذريق منسلخ شهر رمضان سنة ٩٢، فوجّه لذريق علجًا من أصحابه قد عرف نجدته ووثق ببأسه ليشرف على عسكر طارق فيحزر عددهم ويعاين هيئاتهم ومراكبهم، فأقل ذلك العلج حتى طلع العسكر، ثمّ شدّ في وجوه من استشرفه من المسلمين، فوثبوا إليه، فولّى منصرفًا راكضًا، وفاتهم بسبق فرسه، فقال العلج للذريق: من لا يريد إلا الموت أو إصابة ما تحت قدميك، قد حرقوا مراكبهم يأسًا لأنفسهم من التعلّق بها، وصفوا في السهل موطّنين أنفسهم على الثبات، إذ ليس لهم في أرضنا مكان مهرب، فرعب وتضاعف جزعه، والتقى العسكران بالبحيرة، واقتتلوا قتالًا شديدًا، إلى أن انهزمت ميمنة لذريق وميسرته،

(١) ك: الجراح.

1 / 258