أما كنيته، فقد كُني بابي الفتح، كَناه بذلك أول من أجازه بالحديث، وهو عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي، المعروف بالنجيب الحَرَّاني، كبير المسندين بمصر في وقته (١) حيث إن والد المؤلف أحضره في سنة مولده عند النجيب، فأجلسه في حجره وقَبَّله، وكناه بأبي الفتح، وأجازه برواية الحديث، وكان بعد ذلك يسأل والده عنه (٢) وقد كان ابن دقيق العيد شيخ المؤلف، يناديه بتلك الكنية في درسه، كما سيأتي (٣) واستخدمها الصفدي في مكاتباته له غير مرة؛ فمرة يقول له عن تلقي جوابه: وتلقيته بالضم إلى قلب لا يجبر منه الكسرَ غيرُ الفتح (٤) ومرة يقول: بُدِئ الجناس بالبُستي وخُتم بمولانا، وكلاكما أبو الفتح، فصح القياس (٥).
وهناك كنية أخرى له، وهي (ابن سَيِّد الناس) وقد ذكرها له، كل الذين ترجموا له، وهي أشهر ما عُرف به، كما قرر ذلك غير واحد كالإِسنوي، وابن قاضي شهبة فقالا: المعروف بابن سَيِّد الناس (٦).
٤ - تمييزه عمن يشاركه في كنيته:
هذا وتطلق كنية (ابن سيد الناس) هذه على غير واحد من أسرة المؤلف، وأقربهم والده وجَدُّه، وأخ له أصغر منه، ويشاركه في بعض شيوخه، ولكن يمكن تمييزه عن هؤلاء وغيرهم، بما لكل منهم من كنية أخرى، مثلًا؛ فوالد المؤلف يُكنى بأبي عمرو (٧) وجده يكنى بأبي بكر، ولم تعرف له رحلة علمية إلى
_________
(١) تذكرة الحفاظ ٤/ ١٤٩١.
(٢) الوافي بالوفيات ١/ ٢٩٠، ٣٠٩ والدرر الكامنة ٤/ ٣٣٠.
(٣) وانظر الدرر الكامنة ٤/ ٣٣٢ والوافي ١/ ٢٩١.
(٤) الوافي بالوفيات ١/ ٢٩٨.
(٥) المصدر السابق ٢٩٩.
(٦) طبقات الشافعية للإسنوي ٢/ ٥١١ ولابن قاضي شهبة ٢/ ٣٩٠.
(٧) الدرر الكامنة ٤/ ٢٧٩ والبداية والنهاية لابن كثير ١٤/ ١٧٤.
1 / 17