آتيت نحوك أحيي الليل عن عجل ... وأقتل الخيل جوابًا أزجيها
والله يشهد كم ليل سهرت بكم ... أجلو رقيمة در رد جاليها
لم يأتها قبل إلا شاكر عجبًا ... وجئت بعد فأهدتني قوافيها
أبقت صداعًا برأس راح يسلبه ... وحبذا سلب أدواء تداويها
لم ألق كفؤًا لها ممن رفعت يدي ... قبلًا إليه فلم أهتم تنزيها
ظل البديع لها عبدًا يلم بها ... وكل خطب سليم عند راقيها
فانعم بها وهي فلتنعم بمكرمها ... جودًا ومعظمها جاهًا ومعليها
راقت كأدنى معانيك الحسان فما ... آيات حق كشطر من مبانيها
١٢٤٨
ونظم بعد ذلك عدة قصائد على هذا الأسلوب أكثرها مشهور بالطبع ولذلك نقتصر من كل منها على قد ما يسعنا إيراده في هذا الموضع مرتبًا بحسب تاريخها. فمنها قصيدة أخرى للشيخ ناصيف اليازجي مدح بها السلطان عبد العزيز سنة ١٢٨٣ مطلعها
قف بالمطايا على أنجاد ذي سلم ... وقل سلام على من دام في الخيم
لمياء محجوبة عن مرسل بصرًا ... دامت على حجبها حتى على النسم
بارحتها ونزيل الشوق في كبدي ... أقام يهرق دمعًا رش كالعنم
أشكو إلى الله ما حاربت في زمني ... في حبها من جيوش الفتك والسقم
ومنها
دار الحبيب التزمنا الهم منك قرى ... كما شربنا الصدى من مائك الشبم
هيهات عود انتجاع كان يؤنسني ... صفوًا وعصر اجتماع دار لم يقم
ما كان أصفى أويقاتًا جنيت بها ... أثمار سعد أراه كان كالحلم