إن العقل والهوى هما سكان
1
النفس وشراعها، وهي سائرة في بحر العالم.
فإذا انكسر السكان أو تمزق الشراع فإن سفينة النفس لا تستطيع أن تتابع سيرها، بل ترغم على ملاطمة الأمواج يمنة ويسرة حتى تقذف بكم إلى مكان أمين تحفظون به في وسط البحر؛
لأن العقل إذا استقل بالسلطان على الجسد قيد أهواءه، ولكن الأهواء إذا لم يرافقها العقل كانت لهيبا يتأجج ليفني نفسه.
فاجعل نفسك تسمو بعقلك إلى مستوى أهوائك، وحينئذ ترى منها ما يطربك ويشرح لك صدرك.
وليكن لك من عقلك دليل وقائد لأهوائك، لكي تعيش أهواؤك في كل يوم بعد موتها، وتنهض كالعنقاء
2
متسامية فوق رمادها.
وأرغب إليكم أن تعنوا بالعقل والهوى عنايتكم بطيفين عزيزين عليكم.
Неизвестная страница