هو أن تبذر البذور بدقة وعناية، وتجمع الحصاد بفرح ولذة، كأنك تجمعه لكي يقدم على مائدة حبيبك.
هو أن تضع في كل عمل من أعمالك نسمة من روحك،
وتثق بأن جميع الأموات الأطهار محيطون بك يراقبون ويتأملون. •••
وكثيرا ما كنت أسمعكم تناجون أنفسكم، كأنكم في نوم عميق، قائلين: «إن الذي يشتغل بنحت الرخام، فيوجد مثالا محسوسا لنفسه في الحجر الأصم هو أشرف من الفلاح الذي يحرث الأرض،
والذي يستعير من قوس قزح ألوانا يحول بها قطعة النسيج الحقيرة إلى صورة إنسان، هو أفضل من الإسكاف الذي يصنع الأحذية لأقدامنا.»
ولكنني أقول لكم، لا في نوم الليل، بل في يقظة الظهيرة البالغة، إن الريح لا تخاطب السنديانة الجبارة بلهجة أحلى من اللهجة التي تخاطب بها أحقر أعشاب الأرض.
والعظيم العظيم ذلك الذي يحول هينمة الريح إلى أنشودة تزيدها محبته حلاوة وعذوبة. •••
أجل، إن العمل هو الصورة الظاهرة للمحبة الكاملة.
فإن لم تقدر أن تشتغل بمحبة وكنت متضجرا ملولا، فالأجدر بك أن تترك عملك وتجلس على درجات الهيكل تلتمس صدقة من العملة المشتغلين بفرح وطمأنينة؛
لأنك إذا خبزت خبزا وأنت لا تجد لك لذة في عملك، فإنما أنت تخبز علقما لا يشبع سوى نصف مجاعة الإنسان.
Неизвестная страница