فهي تعطي لكي تحيا؛ لأنها إذا لم تعط عرضت حياتها للتهلكة.
الحق أقول لك، إن الرجل الذي استحق أن يقتبل عطية الحياة ويتمتع بأيامه ولياليه، هو مستحق لكل شيء منك.
والذي استحق أن يشرب من أوقيانوس الحياة يستحق أن يملأ كأسه من جدولك الصغير؛
لأنه أي صحراء أعظم من الصحراء ذات الجرأة والجسارة على قبول العطية بما فيها من الفضل والمنة؟
وأنت، من أنت، حتى إن الناس يجب أن يمزقوا صدورهم ويحسروا القناع عن شهامتهم وعزة نفوسهم؛ لكي ترى جدارتهم لعطائك عارية وأنفتهم مجردة عن الحياء؟
فانظر أولا هل أنت جدير بأن تكون معطاء، وآلة العطاء؛
لأن الحياة هي التي تعطي للحياة، في حين أنك - وأنت الفخور بأن قد صدر العطاء منك - لست بالحقيقة سوى شاهد بسيط على عطائك.
العطاء.
أما أنتم، الذين يتناولون العطاء والإحسان - وكلكم منهم - فلا تتظاهروا بثقل واجب معرفة الجميل؛ لئلا تضعوا بأيديكم نيرا ثقيل الحمل على رقابكم ورقاب الذين أعطوكم،
بل فلتكن عطايا المعطي أجنحة ترتفعون بها معه؛
Неизвестная страница