Пророк Моисей и последние дни Телль-эль-Амарна (Часть первая): Историко-географическая этническая религиозная энциклопедия
النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية
Жанры
على أوتار الحشا بين الجوانح والضلوع، تسكنينني يا حبيبتي، ذبت فيك حبا ووجدا، فأعطيتك عمري كله مهرا، وسكبت في أحشائك عصارة عقلي كلمات، أستزرعها في رحمك أجنة؛ كي تلدي للدنيا ابن العهد الآتي، وقربت إليك نفسي أضحية يا معشوقتي، يا أم الدنيا حقا وصدقا.
فلك يا مصر السلام وعليك السلام ... يوم تتفتح أزاهيرك مواليد ... صبايا يعرفن كيف يتكلمن لغة الحرية، وصبية يصوغون معجم مفردات النهار ... ويهزون معا جذوع المسلات لتساقط على صفحة الزمن علما وعدلا وحضارة ومدنية.
سيد القمني
مقدمة الطبعة الثانية
في هذه الطبعة الثانية من كتاب «النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة»، سيجد القارئ تعديلات واسعة بالكتاب؛ فقد حذفنا أبوابا اكتشفنا أنها تثقل كاهل القارئ بمادة علمية كثيفة، ليست بذات تأثير جوهري على العمل نفسه وأهدافه، فاستبعدنا مثلا من الجزء الأول بابا كبيرا هو «التاريخ النبوي»، خاصة أنه كان شديد الجفاف والثقل، كذلك حذفنا جميع الملاحق المتعلقة بتاريخ مصر القديمة؛ لتخصصها الشديد، والمتخصصون أدرى بها وليسوا بحاجة إليها، أما القارئ غير المتخصص فهي بالنسبة له غير ذات جدوى كبيرة.
ثم قمنا بإعادة ترتيب الكتاب مرة أخرى، فدمجنا الجزء الرابع بالجزء الأول، مع تصويبات جديدة شتى متناثرة بالكتاب، نتج معظمها عن أخطاء الطابع في الطبعة الأولى، وبعضها ارتكبها المؤلف، خاصة ما كان يتعلق بإجراء عمليات حسابية لتزمين فترات معينة من التاريخ، كذلك أعدنا تغيير مواضع الأشكال والخرائط؛ ليكون تناولها أكثر يسرا، مع إدخال أشكال ولوحات جديدة من مواقع الأحداث، تدعم النظرية المطروحة في هذا الكتاب.
وكان لأخطاء الطابع دور في التباسات في عدة مواضع، خاصة مع تشابه الأسماء وتقاربها، سواء كانت أعلاما أو مواضع جغرافية؛ ولما كان البحث يعتمد التدقيق الشديد في هذه الأسماء، فإن خطأ واحدا كان كفيلا بضياع القارئ، وسط الحشد المعلوماتي الكثيف، وضياع الهدف والقصد، بل وربما جهد صفحات بكاملها. وكان يكفي أن يدون الطابع على خريطة شرقي الدلتا مثلا موضعا باسم هيروبوليس، فيكتبه الطابع هليوبوليس (لأنها الأشهر والمعتادة)، حتى يضيع القارئ، والمعنى والقصد جميعا؛ لأن هليوبوليس مكان وحكاية وتاريخ، يختلف تماما عن هيروبوليس، وهي مكان آخر وحكاية أخرى وتاريخ آخر، أو أن يكرر تسجيل اسم مقبرة حويا (حيث لوحات للفرعون إخناتون هامة، ولها دور هام في بحثنا) باسم مقبرة يويا، رغم أن مقبرة يويا غرفة صخرية، لم يدون بها شيء، لا لشيء إلا لأنه كان من محبي المصريات، وسمع أو قرأ كثيرا عن يويا فقرر تصويب الاسم، بقرار من عنده وأجره وثوابه على الله.
ونظرا لأن المؤلف هو واضع الخرائط بالكتاب، مستعينا بالخرائط المساحية القديمة، في مشقة لا يعرفها إلا من جربها، وليست خرائط منقولة عن مصادر أخرى، فإن الطابع بالطبعة الأولى، لم يراع الدقة في وضع العلامات والأعلام في أماكنها، مما كان بدوره مدعاة لخلط في الفهم. والمدهش أن بعض الناقلين عنا، أو بالأحرى السارقين تصوروا أن هذه خرائط متفق عليها، وموجودة في مصادر ما، فأخذوها أو سرقوها على علاتها في استسهال مضحك، غير مدركين أن إعادة رسم الحدود أو فروع الأنهار القديمة، ووضع المواضع القديمة في أماكنها على الخرائط، قد استدعى سفرا شاقا وتدقيقا وقياسا، ورجوعا إلى مراجع شتى ومصادر متضاربة، حتى إن دار المساحة المصرية أكلت من عرقي وشربت، إضافة إلى أسفار مضنية بفيافي سيناء ووادي عربة الأردني؛ لذلك فإن الخريطة الواحدة تكمن وراءها معاناة حقيقية وجهد جهيد، وليست مجرد خريطة مأخوذة من مصدر متفق عليه، بل وضعها المؤلف ورسمها ووضع عليها الأعلام القديمة، بعد أسفار إلى بلاد وبراري وأصقاع، وعمليات تدقيق أخذت من عمره عمرا. وكان تشتت المواضع الجغرافية في النصوص القديمة، مع تدخل الميول الإنسانية والأغراض السياسية والدينية في عملية التدوين، مع اتساع مساحة البحث الجغرافية والتاريخية، مدعاة دائما للسقوط في شراك وفخاخ؛ لذلك كان تدقيق المواضع الجغرافية، وإعادة ضبطها ضرورة لضبط التاريخ وخط سير الحملات، وحدود الدول والعلاقات الدولية وخط سير الهجرات، وهذا كله كان الخلفية التي كان يجب ضبطها لتنطق بما لم تنطق به من قبل عملنا هذا، كذلك كانت تلك الأسفار تثمر دائما ثروة عظيمة من الأدلة والقرائن على صدق أطروحة الكتاب، قمت بتسجيلها بالتصوير الفوتوغرافي قبل اكتشاف المنظومة الرقمية واختراع الكمبيوتر، لتنطق بصدق أطروحتي، وهي أسفار بدأت بشرقي الدلتا المصرية عبورا على سيناء مرتين، ثم وادي عربة جنوب الأردن ثم العراق في أقصى شماله، مع المعاناة التي لا بد أن يلقاها باحث مستقل في بلادنا، ليتلقفه الأمن من كل موطئ قدم؛ ليشرح عمله لرجل مخابرات أو أمن، هو أجهل أهل الأرض طرا وقاطبة، وفي بلاد هي أشد بلاد العالم بعدا عن العلم، وأكثرها قمعا وديكتاتورية، ويكفيني حتى اليوم أن أذكر سفري إلى العراق تحت حكم صدام، إبان الحصار الدولي، ليقشعر بدني مما عانيت هناك من أجل هذا الكتاب، كذلك المخابرات الأردنية على الحدود العراقية الأردنية، وحجم الإهانة الإنسانية التي لقيتها هناك، والصغار أمام صغار الأقزام من عسكر المخابرات، الذين هم علينا أسود وفي الوغى صياصي دجاج، بلا حول ولا قوة، مع العسكرية العمياء فهم صم بكم غلاظ شداد، ولا يكادون يفقهون قولا، رغم أني كنت لا أحمل قنابل، بل مجرد أدوية وأقلام وأوراق وكتب، وخرائط وكاميرات وبعض الملابس الضرورية ... ودمتم.
وقد تعرض هذا الكتاب لسوء الحظ مرتين: الأولى بعد جمع المادة العلمية اللازمة، وقبل بدء الكتابة، عندما وقع المؤلف صريع القلب، وتم إجراء جراحة له في كليفلاند بولاية أوهايو بأمريكا. والمرة الثانية عند طباعة الكتاب، عندما اضطر المؤلف لإجراء جراحة دقيقة بجذع المخ، سامح الله الدكتور أحمد حلقة، فمن يومها وأنا في معاناة دائمة لا تتوقف، وقمت بمراجعة بروفات الطابع بالمستشفى، وأنا بين الوعي والغيبوبة، ففات علي الكثير من أخطاء، احتاجت التصويب في هذه الطبعة الثانية. وهنا لا أدعي مطلقا أن هذه الطبعة، ستكون خلوا من أخطاء محتملة، في تزمينات التأريخ أو الأخطاء الطباعية، إنما ما أقول هو أن هذا أقصى جهدي في ظرفي الصحي الحالي، وإذا وجدت بعض الأخطاء الطباعية، فلن تفوت على القارئ الفطن، أو حتى لو وجدت أخطاء في متن الموضوع، فإن هناك من النقاد المحترمين من يمكنه، أن يصلح الشأن والتصويب دوما.
وبمناسبة النقد والنقاد، فقد تعرض لهذا الكتاب طرفان، كان أعلاهما صوتا هو من عمد إلى التشويه والافتراء والدس والوقيعة، ولا أدعي أني أعلم لماذا؟ وقد زعم بعض هؤلاء أن كتابي يؤسس لإسرائيل في تاريخ مصر، وأيضا لا أعرف كيف؟ فالكتاب بين يدي القارئ، لا علاقة له بكل المفاهيم الأيديولوجية، والمواقف المسبقة بالمرة، ولا يسعى لغير العلم وحده، ولا يعمل بغير قواعد البحث العلمي وحده، حتى إن بعضهم وهو يعرض اتهاماته ضد الكتاب، وضع في ثنايا عرضه لوحات مصرية مدمجة بالرؤى الإسرائيلية، مثل لوحة لرمسيس الثاني، وعليها نجمة داود أو الشمعدان (لا أذكر)؛ ليوعز إلى القارئ أنها لوحة في كتابي، لاتخاذ موقف نفسي مسبق منه، رغم أنه خلو منها، ورغم أني لم أعرف هذه اللوحات المزيفة، إلا في مقالات الأستاذ الناقد، ورغم أني لا أرى في كتابي أن رمسيس الثاني، هو فرعون الاضطهاد أو الخروج، كما ترى بعض المدارس البحثية الإسرائيلية وغيرها من المدارس، بل ذهبت مذهبا مغايرا بالمرة. والكتاب بطبعتيه الأولى والثانية بين يدي القارئ، ليرى إلى أي منحدر، وإلى أي تسفل خبيث، وصل مناخنا الثقافي منذ صحوتهم الإسلامية، التي حولتهم إلى أشرار حقيقيين، عن عمد واختيار إرادي وواع.
Неизвестная страница