Пророк Моисей и последние дни Телль-эль-Амарна (Часть первая): Историко-географическая этническая религиозная энциклопедия

Саид Кимни d. 1443 AH
121

Пророк Моисей и последние дни Телль-эль-Амарна (Часть первая): Историко-географическая этническая религиозная энциклопедия

النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية

Жанры

Tinnis

من المدن المصرية القديمة التي اندثرت، تكلم عنها ياقوت في معجمه، فقال إن تنيس «جزيرة في بر مصر» قريبة من البر «ما بين الفرما ودمياط»، وبها تعمل الثياب الملونة والفرش الأبوقلمون، وبحيراتها التي هي عليها، مقدار إقلاع يوم في عرض نصف يوم، ويكون ماؤها أكثر أيام السنة ملحا، لدخول ماء بحر الروم (البحر المتوسط) إليه عند هبوب ريح الشمال، فإذا انصرف نيل مصر في دخول الشتاء، وكثر هبوب الريح الغربية، خلت البحيرة وخلا سيف البحر المالح مقدار بريدين، حتى يجاوز مدينة الفرما، فحينئذ يخزنون الماء في حباحب، أي صهاريج لهم، ويعدونه لشربهم مدة السنة، ولما فتحت مصر سنة 20ه، كانت تنيس حينئذ أخصاصا من قصب، وكانت تعرف بذات الأخصاص إلى صدر بني أمية، ثم إن أهلها بنوا بها قصورا، ولم تزل كذلك إلى أيام بني العباس، فبنى سورها ودخلها أحمد بن طولون في سنة 269ه، فبنى بها عدة صهاريج وحوانيت في السوق كثيرة، تعرف بصهاريج الأمير، وأما صفتها «فهي جزيرة في وسط بحيرة مفردة عن البحر الأعظم»، يحيط البحر بهذه البحيرة من كل جهة، فإذا تكاملت زيادة النيل غلبت حلاوته على ماء البحر فصارت البحيرة حلوة، فحينئذ يدخر أهل تنيس المياه في صهاريجهم ومصانعهم لسنتهم، وكان لأهل الفرما قنوات تحت الأرض تسوق إليهم الماء إذا خلت البحيرة، وبعضهم سمى تنيس باسم تونة، في حين أن تونة من أعمالها، وبالبحث تبين لي أن الجزيرة التي كانت بها مدينة تنيس، لا تزال موجودة إلى اليوم ببحيرة المنزلة، ومعروفة بجزيرة تنيس، وبها بقايا من الطوب الأحمر المتخلف من مبانيها القديمة.

5

ومن جانبنا قمنا بالبحث وسافرنا وراء تنيس، ووجدناها جزيرة صغيرة عبارة عن تلال من مدينة مدمرة، وتقع بين الفرما ودمياط شمالي البحيرة، ويعرفها الصيادون هناك باسم كوم تنيس، ثم وقعنا عند جمال حمدان على حديث فاصل في مسألة تنيس يقول:

إن تنيس وحدها بحجمها الضخم وثرائها المعماري، وصناعاتها العظيمة من أفخر المنسوجات والأسلحة والصلب، وتجارتها الواسعة مع العراق بالذات، هي التي كانت تقارن بدمياط وشطا، ولقد كانت تنيس تقوم على «جزيرة كبيرة المساحة»، ويتم الوصول إليها عن طريق قناة تسمى بحر الروم تنتهي إلى الصالحية، وربما كانت جزءا من الفرع التانيسي، ولكن حتى وقت متأخر كالقرن العاشر الميلادي، ظلت تنيس عامرة بالآثار العظيمة من المساجد والكنائس والحمامات بالمئات والعشرات، وحتى بعد قرن آخر في القرن 11م، ذهل الرحالة ناصري خسرو لضخامتها ورخائها، حيث وجد بها كما ذكر 10000 محل تجاري و1000 سفينة في مينائها، بينما بلغ عدد سكانها الذكور وحدهم 50000 تقريبا، وعلى الجملة كانت من أجمل مدائن مصر، والأكثر إثارة أن هذه الجزيرة لم تكن تزرع شيئا، واعتمدت في كل غذائها وتموينها على التجارة، كانت تعيش على الصهاريج في مياه الشرب، فأثناء الفيضان كانت مياه النيل تكتسح المياه المالحة المحيطة بها، فتملأ الصهاريج الباطنية الشاسعة، حيث تخزن العام كله، ولقد ظلت جزيرة تنيس تقاوم غزو مياه البحر، لكنها عجزت عن أن تواجه منفردة غزاة البحر؛ إذ أصبحت معرضة لخطر غارات القراصنة والصليبيين من صقلية وفلسطين، فأمر صلاح الدين الأيوبي بإخلائها في نهاية القرن 12م، وفي أوائل القرن 13م هدم الكامل حصونها وسورها وسواها بالأرض، وتركها مجرد كومة من الحطام، لتظل بعدها جزيرة مهجورة خربة، تعرف الآن بكوم تنيس أو تل تنيس.

6

وهو ذات ما قاله «إبراهيم محمد كامل»: «تل تنيس يقع حاليا في بحيرة المنزلة، «التي لم تكن قائمة خلال العصر الفرعوني»؛ إذ تكونت البحيرة تدريجيا على أثر عوامل طبيعية، سببت هبوط الأرض في تلك الجهة، وبقايا التل تشكل جزيرة وسط المياه ذات معالم أثرية واضحة للعين المجردة. والتل هو بقايا مدينة تنيس المشهورة، التي لم يحاول الأثريون إزاحة الستار عن ماضيها المجيد. ولا شك أن المدينة القديمة تنيس كانت قائمة في العصور الفرعونية، وأنها كانت تقع على مصب الفرع التنيسي.»

7 «وهذا بحد ذاته رد كاف على من يزعمون أن بحيرة المنزلة كانت هي بحر سوف التوراتي؛ لأن البحيرة لم تكن قد وجدت بعد حينذاك».

ثم نجد عالم مصريات حجة هو نافيل، يرفض تماما أن تكون صان الحجر هي حواريس الهكسوسية، وقدم على ذلك برهانا قاطعا، بعد أن وجد كلا من البلدين مذكورا بمفرده في قائمة آمنموبي، وهو ما لا يقبل معه احتسابهما مدينة واحدة.

8

Неизвестная страница