Пророк Моисей и последние дни Телль-эль-Амарна (Часть первая): Историко-географическая этническая религиозная энциклопедия

Саид Кимни d. 1443 AH
115

Пророк Моисей и последние дни Телль-эль-Амарна (Часть первая): Историко-географическая этническая религиозная энциклопедия

النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية

Жанры

وتعد هذه النظرية من النظريات المحترمة الجديرة بالاهتمام وبالاعتبار، في محاولة رسم سيناريو لخط سير الخروج من رعمسيس إلى سيناء، بعبور البحر الإعجازي، مع عقلنة ذلك العبور بعيدا عن أسطورة العصا الثعبانية، ومبدئيا يأخذ شافعي بدوره بنظرية الخروج زمن مرنبتاح، ثم يسلم بكشوف محمود حمزة في حفائر مدينة قنتير الواقعة شمالي مدينة فاقوس، ويعتبر قنتير هي رعمسيس بشكل قاطع.

ويستند إلى ما وصل إليه جوتييه حول مدينة رعمسيس، باعتبارها «كانت المقر الصيفي لملوك الأسرتين التاسعة عشرة والعشرين»، تحاشيا لرد نظريته بأن مقر الملك كان طيبة في الجنوب، ويروي لنا قصة عن راهبة تدعى (إيثيريا)، تركت لنا حكاية أدائها لفريضة الحج إلى الأماكن المقدسة في فلسطين عبر مصر، وأن رحلتها بدأت من جاليا نربونيس

Gallia Narbunis ، ودونت خط سيرها حوالي عام 533-540 ميلادية، وهي مودعة الآن في مكتبة أرزو، ومن خط سير تلك الرحلة يحاول شافعي أن يتعرف على مواقع الإسرائيليين بمصر ومن أين خرجوا؟

تقول الراهبة إيثيريا إن بلدة «رعمسيس، تقع على مبعدة أربعة أميال من مدينة كانت تعرف في زمنها باسم أرابيا»، ويرجع شافعي إلى المصور الجغرافي الذي وضعه الأمير عمر طوسون، نقلا عن وصف جورج القبرصي الذي عاش في القرن السابع الميلادي، فيكتشف أن «رعمسيس» كما جاءت في قائمة المقاطعات المحفوظة بأكسفورد «هي فاقوسة، لكنه لا يرى فاقوسة هي صفط الحنة»، كما هو متفق عليه لدى المؤرخين الكلاسيك، «بل هي مدينة فاقوس الآن جنوبي قنتير بحوالي عشرة كيلومترات»، وهي إلى الشمال الغربي من سفط الحنة/فاقوسة، وعلى نفس البعد من فاقوس توجد آثار تل الضبعة ومعبد أمنمحات الأول على يمين ويسار ترعة الديدمون. ويرى علي بك الشافعي أن تلك الخرائب هي امتداد للخرائب الشاسعة، التي حدثتنا عنها الراهبة إيثيريا في قصة حجها.

تقول إيثيريا إنها عبرت «من بلدة أرابيا إلى مدينة رعمسيس لمسافة أربعة أميال» خلال حقول حتى وصلت رعمسيس، وكانت بدورها حقول دون أية مبان، لكن المنطقة كانت مفروشة بأحجار وآثار مبان متهدمة، فقط شاهدت أثرا كان باقيا حتى زمانها لتمثالين ضخمين، ربما كان لأحد الفراعين، لكن الناس كانوا يزعمون زمن إيثريا من سكان المنطقة، أنهما للأخوين موسى وهارون؛ مما يعبر عن ذكريات قديمة لعلاقة موسى وهارون بهذا المكان، تواترت حتى وصلتهم، وتؤكد صلة الإسرائيليين بهذه المنطقة من مصر، وعليه فلا بد - عند شافعي - أن تكون رعمسيس هي قنتير، التي كشف آثارها محمود حمزة.

ومع رحلة الخروج يسير شافعي باحثا عن موضع، يمكن أن يكون هو استراحة المحطة الأولى للخارجين المذكور في التوراة باسم «سكوت»، فيبحث في المناطق المجاورة لقنتير، ويرى أن الموضع المناسب لمدينة سكوت هو الصالحية الحالية، التي تبعد حوالي عشرين كيلومترا إلى الشرق من قنتير باتجاه سيناء، وهي مسافة مناسبة للرحلة تستوجب الراحة بعدها، لكن معنى ذلك أن يعبر الخارجون عددا من قنوات النيل بين قنتير والصالحية، وهو ما لم تذكره التوراة، ولتبرير ذلك يقول إن وقت خروجهم كان النيل في أدنى منسوب له، حيث تتحول كثير من القنوات إلى حياض جافة، ومن ثم لم يكن هناك داع لكي تذكر التوراة عبور مناطق جافة. ومن جانب آخر عمد شافعي إلى الصالحية بحسبانها سكوت المذكورة بالتوراة، اعتمادا على ورقة أنستاسي، التي تعود إلى الأسرة التاسعة عشرة، وتصف سكوت بأنها متاخمة للحدود، ويسكنها أجانب، وبها قلعة باسم «ختم» سكوت، يحتمل أنها مجدل التوراة، بينما كان الرعامسة يسكنون على بعد خمسة وعشرين كيلومترا شمال غربي سكوت/الصالحية بمدينة قنتير (في مدينة رعمسيس).

ومع شافعي نسير على خط السير بحذاء الشاطئ الأيمن لفرع النيل الشرقي، لنجده يعتمد وثيقة أخرى من أوراق أنستاسي، وهي وثيقة تتحدث عن مطاردة عبيد هاربين تقول الوثيقة:

وبعد، فقد أرسلت من بلاط القصر الملكي وراء هذين العبدين، في اليوم التاسع عشر من الشهر الثالث من فصل الصيف وقت المساء، ولما وصلت حصن سكوت في اليوم العشرين من الشهر الثالث، علمت أن أخبار الجنوب تقول: فرا ذاهبين ... اليوم ... من الشهر الثالث من فصل الصيف، ولما وصلت القلعة أخبرت أن السائس قد حضر من الصحراء، وأعلن أنهما تخطيا الحدود شمالي حصن مجدول سيتي.

ولما لم يكن هناك قصور ملكية - برأي شافعي - في هذه المنطقة سوى في قنتير، فإن «سكوت يجب ألا تبعد سوى مسيرة يوم واحد، حسب الوثيقة المذكورة (من اليوم التاسع عشر إلى اليوم العشرين من الشهر الثالث) عن قنتير باتجاه سيناء».

أما الطريق الذي سلكوه على وجه التدقيق، فهو الممتد وراء مدينة تحنفيس القديمة، المعروفة الآن باسم دفنة (تل دفنة) ثم الفرما (بي لوز) إلى الشمال الشرقي منها، وكان هناك فرع نيلي يأخذ ماءه من عند دفنة ليصل إلى تل أبو سيفا، ويفترض شافعي أن هذا التل هو محل القلعة التي حدثتنا عنها النصوص المصرية كثيرا، وحددت مكانها أقصى الحدود الشرقية للدلتا، وأسمتها سيلة أو ثارو أو زالوا أو شور. وفي هذه الحال يجب أن تقع مجدل شرقي سيلة على أول الطريق نحو فلسطين، وكان فرع النيل الذي ينتهي إلى سيلة/أبو سيفا هو ما ذكرته النصوص المصرية باسم ماء حور أو بالمصرية القديمة سي حور، أما الفرع الأصلي الذي يتفرع منه سي حور، فكان يسمى ماء رع أو سي رع.

Неизвестная страница