Пророк Ибрагим и неизвестная история
النبي إبراهيم والتاريخ المجهول
Жанры
RA-ATUM ». وفي كل الحالات كان هو رب الدولة والعرش، أما القمر فكان في العادة معبود الصحراء والبدو، لما له من أهمية في ليلها الموحش، ومن ثم فإن إشارة القرآن الكريم لعبادة دولة سبأ اليمنية للشمس، إشارة واضحة لارتباط هؤلاء أيضا بالفلاحة والزرع، ويقول السهيلي: «وسبأ اسمه «عبد شمس وكان أول من تتوج» من ملوك العرب.»
2
ورغم أن الأمر ليس بقاعدة دائمة، ولا يمنع عبادة كلا الجرمين في أرض واحدة، فإن إشارة القرآن الكريم لعبادة الشمس في دولة سبأ، إنما تعني أنه كان الإله المعتبر لديهم عن بقية الآلهة، ومن ثم دفعتنا إشارة القرآن الكريم إلى مزيد من البحث وراء جذور سبأ، وكانت المفاجأة العظيمة أن يعلمنا الآثاري «فرتز هومل» أن هناك إشارات لا مجال للخلاف حولها، تؤكد قدوم السبئيين إلى بلاد اليمن، نازحين من مكان ما في الشمال. أما المفاجأة الثانية، فهي أن دولة سبأ بوجه خاص قد تميزت بكثرة الملكات من النساء، وهو أمر إن كان غريبا تماما على الطبع البدوي، فإنه بشواهد التاريخ وطبيعة المجتمع، لم يكن غريبا على المصريين! فأثار الرافدين تذكر في نصوص «بتجلتجسلر الرابع» ملكة من سبأ باسم «سمس»، كذلك أشارت نصوص الرافدين إلى ملكة سبئية باسم «زبيبي»، كذلك أشارت نصوص العاهل الرافدي «أسر حدون» إلى ملكة سبئية دون أن يشار إليها بالاسم، وأخرى ذكرتها نصوص «سنحريب» ومن أسماء ملكات سبأ اللاتي أنشأن علاقات مع حكومات الرافدين، الملكة «يثعي» والأميرة «تبوءة» أيام حكم الملك الرافدي «أسر حدون».
3
ولكن كان لعبادة القمر أيضا دورها لدى سكان اليمن وكل بادية العرب، فقد عبده القتبانيون والحميريون بالاسم «عم» وعم القبيلة سيدها، وعبده الحضارمة باسم «سين» و«ياسين»، وعبده المعانيون بالاسم «ود» وعبده السبئيون كما سبق وأشرنا، حسبما يذهب المؤرخون باسم «المقة»، وإن كان لدينا تصور خاص يذهب إلى أن عبادة «المقة» تمثل نوعا من التطور في العبادة، ومبعثنا إلى ذلك هو أن كل أنواع الآلهة التي ذكرها الإخباريون المسلمون عن عبادات العرب قبل الإسلام ذكرت شتى أنواع الآلهة بأسمائها عدا «المقة»، رغم أنه كان أشهر هذه الآلهة، ولم يكد يخلو نقش من اسمه، ومع ذلك وجدت جميع الآلهة طريقها للتدوين في كتب الأخبار بينما لم يرد اسم المقة بالمرة، وهو ما أثار حيرة الباحثين ودهشتهم ولم يزل! ومن هنا وقفنا مع «المقة» ذلك الاسم الغريب، نحاول الفهم.
ووجه الغرابة في نظرنا يكمن في أمرين: الأمر الأول، ويتعلق بحرفي «ال» في أول كلمة «المقة»، ونحن نعلم أن أداة التعريف في العربية الشمالية كانت هي «ه» في أول الكلمة، مثل «هبعل» أي الإله «هبل»، ثم أهملت العين بالتخفيف، لينطق بعد ذلك «هبل» كبير أصنام الكعبة زمن البعثة الإسلامية، أما في العربية الجنوبية، فكانت أداة التعريف هي حرف «ن» يلحق بآخر الكلمة، مثل قولهم: «رحمنن» أي «الرحمن»، ومن ثم كان تساؤلنا: ما هي دلالة الألف واللام في اسم «المقة»؟!
أما وجه الغرابة الثاني، فيتعلق بحرف التاء الأخير في «المقة»، وحرف التاء مضافا أو لاحقا بآخر الكلمة، سواء عربية شمالية أو جنوبية، فكان غرضه التأنيث، بينما تفهمنا النصوص، التي راجعناها أكثر من مرة عند «جلازر» و«هوميل» و«نيلسن» و«كانالكيس» وغيرهم، أن المقة إله ذكر، ومن ثم كان تساؤلنا الثاني عن الحكمة من إضافة «تاء» التأنيث لاسم علم، يدل على معبود ذكر!
وقد سبق لنا أن عالجنا هذه الجزئية في بحث مستقل، نشرته الكرمل «عدد 26 تصدر في نيقوسيا»، وبدأنا بالمشكلة الأولى «الألف واللام - إل»، ووجدنا حلها في عدة إشارات، نذكر منها إشارة «موسكاتي» إلى شخصية إلهية، وصفها بأنها غامضة، تحمل اسم «إل»،
4
وقد سبق وأشرنا إلى معبود عبراني يحمل ذات الاسم «إل»، وكان قبل ذلك علما إلهيا معروفا في بلاد الرافدين والشام القديم، وإشارات أخرى أكد فيها «نولدكه» وآخرون، وكذلك «د. جواد علي» أن «إل» كان إلها معروفا في عبادات الشعوب السامية القديمة بلا استثناء،
Неизвестная страница