Пророк Ибрагим и неизвестная история
النبي إبراهيم والتاريخ المجهول
Жанры
17
فما أقوى ذاكرة الأجيال التي حفظت تلك الحقيقة عبر سنين طويلة، وما أبلغه من دليل على طرحنا، وشكرا للمسعودي! لكن المشكلة - الظاهرية - أمامنا الآن يثيرها المسعودي نفسه، وذلك في قوله: إن العمالقة قد جاءوا الحجاز مهاجرين من اليمن بعد أن أقحط، وحطوا رحلهم إلى جوار هاجر وولدها وصاهروهما، وهذا يعني أن العمالقة أو الجراهمة من اليمن وليسوا من مصر، خاصة مع قول آخر له عن إسماعيل، وهو أن الله قد «أرسله إلى العماليق من قبائل اليمن»، وهو مما يضع أمام أطروحتنا اعتراضا ابتدائيا، هو لوجه الحق مؤيد قوي لنا، كما سنرى.
والمسعودي لا يقف منفردا في القول: إن العمالقة قدموا إلى الحجاز من اليمن، بل هو واحد في لفيف من الإخباريين المسلمين، الذين يجمعون على حسبان أن كافة الهجرات سواء إلى الحجاز، أو إلى العربية الشمالية، أو إلى الشام، أو إلى الرافدين، قدمت أصلا من بلاد اليمن، وهو ما يحيلنا مرة أخرى إلى إصرار التوراة وتأكيدها المستمر: «وارتحل إبرام ارتحالا متواليا نحو الجنوب». أما تراثنا، رغم ما حوى من تهويلات ومبالغات لايني يفاجئنا بثرائه، وحفظه لذاكرة الأجيال ، فيقول الثعلبي: «ثم نبأ الله إسماعيل «فبعثه إلى العماليق وقبائل اليمن».»
18
وقد علمنا أن الترجمة العربية للتوراة، تترجم اتجاه النبي المستمر نحو «ه-نجب» بأنه ارتحال دائم نحو الجنوب، وهنا تضيء اللغة المنطقة أمامنا، فلكلمة الجنوب مرادف آخر في العبرية هو «يمن»،
19
أما اصطلاحات اللغة العربية الجغرافية، فتشير إلى الشمال بكلمة «الجدي» وإلى الجنوب بذات الكلمة العبرية «يمن»،
20
فالكلمة «يمن» تعني الجنوب، والجنوب كان هدف النبي المرتحل جنوبا أو يمنا، إلى «بلاد اليمن»، كما أن «يمن» ظلت دلالة العقيدة الصادقة، فمن كلمة «اليمن» تأتي كلمة «اليمين» و«أهل اليمين»، والقسم الصادق «يمين». وفي الروض الأنف يضع السهيلي تخريجا يقول: إن اليمن سميت يمنا لوقوعها عن يمين الكعبة،
21
Неизвестная страница