Пророк Ибрагим и неизвестная история
النبي إبراهيم والتاريخ المجهول
Жанры
19
والغريب في أمر الأستاذ «دي فو» أنه يعلم يقينا الموعد المقبول لزمن النبي إبراهيم، وحدده هو نفسه بين عامي 1900-1850ق.م أو بالتقريب حوالي 1700ق.م عند غالب الباحثين، ولا شك أنه يعلم يقينا أن دولتي إيسن ولارسا غير دولة الكلدانيين، وأنهما قد سبقتا دولة الكلدان بحوالي ألف عام، وهو زمن - في عرف التاريخ - غير هين أو قليل فكيف اتفق له ذلك؟ كيف جاز أن يعثر على «أبام راما» على نقش بابلي، فيعلن فورا: هنا ولد إبراهيم! كما لو كان «إبرام» هو الوحيد بين الساميين الذي انفرد باسم «إبرام»، في منطقة تموج بضجيج الشعوب السامية وتفور!
أما الباحث في التوراة الأستاذ «فيلبي»، فقد وقف بدوره عند «أور» لا يتجاوزها أنملة، لا يرفع عينيه عنها، وانتهى من بحثه إلى قراءة نقوش بابلية، تحكي عن ملك حكم في جنوب الرافدين، قامت ضده حركة انقلابية أقصته عن البلاد، وكان اسمه «يثع إيل
YATHI-IL » وقد استنتج «فيلبي» أن هذا الملك هو النبي إبراهيم، استنادا لترجمة العلامة
DOUGHTY
لاسم «يثع إيل» بمعنى «خليل الله» والصفة «خليل الله» هي صفة إبراهيم في التوراة.
20
ومرة أخرى نجد في حديث الأستاذ «فيلبي» غرابة حديث الأستاذ «دي فو»، فلا شك أنه يعلم أن الاسم «يثع إيل» كان اسما متواترا بين الساميين عموما وبين عرب الجنوب خصوصا. وقد بحثنا فعثرنا على أسماء لعدد من الملوك في قوائم العربية الجنوبية بهذا الاسم، فهناك ثلاثة ملوك حكموا بهذا الاسم في الجيل الأول من مكاربة سبأ،
21
واثنان آخران في باقي الأجيال الخمسة من ملوك سبأ، وغيرهم كثير، فهل كانوا جميعا خلانا للإله وأنبياء له؟ وإذا كانوا جميعا كذلك فمن منهم كان هو النبي إبراهيم على وجه القصد والتحديد؟ حقيقة إن سند الأستاذ «فيلبي» هنا سند غير تام الإقناع بدوره. وكان الاسم «يثع» منتشرا في بلاد العرب الجنوبية، وكان أحد أسماء الإله القمر، كما كان ينطق أيضا: «يشع»، «يشوع»، وفي هذا الحال كان يعني المخلص. وقد تخلف في اسم «يشوع بن نون» وبتبادل حرف «ش» مع حرف «س» ينطق أيضا «يسوع»، الذي تخلف في اسم المسيح، وبالقلب تنطق «يسوع» نطقا صحيحا تماما «عيسى».
Неизвестная страница