Мутаваккил в Йемене

Сафа Камири d. 1450 AH
52

Мутаваккил в Йемене

المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم في بلاد اليمن

أما بعد، فهذه عقيدة الفرقة الناجية والطائفة التي على الحق ظاهرة، وهي: الدين الذي شرعه الله لمحمد المصطفى، ووصى به نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى، وحتم الاجتماع عليه وإقامته، وحرم الاختلاف فيه وفرقته، وهي أن الله الذي خلق العالمين هو الله الواحد الأحد الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، عالم الغيب والشهادة، وأنه هو الأول والآخر وهو على كل شيء قدير، وهو العزيز الحكيم والسميع البصير، والغني الحميد، وأنه ?ليس كمثله شيء وهو السميع البصير?[الشورى: 11] ?لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير?[الأنعام: 103]، وأنه العدل فلا يظلم ربك أحدا، وأنه لايريد ظلما للعباد، ?إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون?[يونس: 44]، فلا يعاقب أحدا ولا يثيبه إلا بعمله وأنه الصادق في وعده ووعيده، ومن أصدق من الله حديثا، لايبدل القول لديه وما هو بظلام للعبيد، ?ولا تزر وازرة وزر أخرى?[فاطر: 18]، ?وأن ليس للإنسان إلا ما سعى?[النجم: 39]، وأنه لايكلف الله نفسا إلا وسعها ولا يكلفها إلا ما أتاها، وأن الأعمال منسوبة إلى من نسبها الله إليه في نحو قوله تعالى: ?من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها?[فصلت:46]، وأن ما كلفنا الله به نستطيع القيام به كما قال: ?فاتقوا الله ما استطعتم?[التغابن:16] ويتركه وهو مستطيع لخلافه كما حكى الله عن المنافقين: ?وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم?[التوبة:42] فكذبهم الله تعالى وذمهم بقوله:?يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون?[التوبة:42] وأنه لايريد ظلما للعباد ولا يحب الفساد، وأنه لا يرضى لعباده الكفر، وأنه لا يقضي إلا بالحق، وأنه لم يخلق الجن والإنس إلا ليعبدوه، ما أراد منهم من رزق، وما أراد أن يطعموه، وأن من تعدى حدود الله فله عذاب النار خالدا فيها، وأن الشفاعة لمن ارتضى، و?ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع?[غافر: 18]، وأن الجنة لمن اتقى، وأن الجحيم لمن طغى، ?وأن الله يبعث من في القبور?[الحج: 7]، وأن من عمل سوءا فهو مجزي به لا تنفعه الأماني ?إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا?[الفرقان:70]، وأن من دخل النار فهو خالد فيها ?وما هم بخارجين من النار?[البقرة: 167]?أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار?[الزمر: 19]، ?وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون، بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون?[البقرة:80-81]، ?ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا?[النساء:123 ]، وأن من دخل الجنة فهو خالد فيها ولهم فيها نعيم مقيم، وأن ما بالمخلوق من نعمة فمن الله، وأن الأرزاق من الله، وأن الإيمان اعتقاد بالجنان وقول باللسان وعمل بالأركان، ويزيد وينقص، فأما الذين آمنوا فزادهم إيمانا، وأن الأنبياء صلوات الله عليهم حق، وأن كتب الله حق، وأن من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه، وأن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم خاتم النبيين، وأنه ?ما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى?[النجم: 3]، وأن الأنبياء صلوات الله عليهم معصومون عن العصيان، وأنهم لو خالفوا لعوقبوا كما قال تعالى: ?قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم?[الزمر: 13]، وقال تعالى: ?ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا، إذا لاذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا?[الإسراء:74، 75]، وأن القرآن معجز لن يقدر أحد على الإتيان بمثله ولا بسورة من مثله وأن الله هو الذي جعله قرآنا عربيا ?لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد?[فصلت: 42]، وأن الله جعله نذيرا لمن بلغه من المكلفين وأورثه من اصطفى من عباده، وهم ورثة نبيه كما جعل في ذرية إبراهيم النبوة والكتاب وجعل في ذرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم الإمامة والكتاب، وجعلهما نبيه صلى الله عليه وآله وسلم خليفته، فقال: «إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»، وأن الله حصر الولاية للمؤمنين في قوله تعالى: ?إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون?[المائدة: 55]، والولاية وهي الإمامة لمن جعلها الله ووصفه بإيتاء الزكاة وهو راكع ولم يفعل ذلك أحد غير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وهو ابن عمه لأبيه وأمه ?وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله?[الأنفال: 75]، وأخو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، آخى بينه وبينه، وهو منه بمنزلة هارون من موسى، ودعاه عند نزول آية المباهلة وفداه بنفسه، وهو أول من صلى معه، ومن كان مولاه فعلي مولاه، وهو خامس أهل الكساء الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وهو وصيه وخليفته وأبو ذريته وزوج ابنته فاطمة المخصوصة بنكاحه، ولم يؤمر عليه أحدا من أصحابه، فلم يكن في سرية ولم يكن فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا وهو أميرها، ولم يتخلف عنه في موطن من مواطن الجهاد إلا حين خلفه في غزوة تبوك، وقال له ما قال، وعزل أبو بكر به في حديث براءة، وقال: «لا يبلغ عني إلا رجل مني»، وأشركه في هديه ولم يشرك أحدا غيره، وأسر عليه عام حجه أنه يقبض في عامه ذلك، ولم يعمل بآية التقديم بين يدي النجوى أحد غيره حتى نسخت، وهو الذي تصدق بخاتمه راكعا، فنزلت الآية وهو المراد بقوله تعالى: ?أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر?[التوبة: 19]، وهوالمراد بقوله تعالى: ?ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا?[الإنسان: 8]، وهو الذي أعطاه الراية يوم خيبر بعد أن قال: «لأعطين الراية ..» الخبر، وصاحب الطير وأنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق، وهو أقضى الصحابة وهو باب مدينة العلم، ولم يجمع أحد بين قرب النسب وقرب الصهارة والصحبة غيره، وسد صلى الله عليه وآله وسلم الأبواب التي إلى المسجد إلا باب علي عليه السلام، وهو حامل لواء الحمد، وصاحب ذي الفقار ومعصوم لا يفارق الحق، ولم يقتل أحد مثل ما قتل، وكان يرجع إليه ولا يرجع إلى أحد ?أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى?[يونس: 35]، ولما هاجر صلى الله عليه وآله وسلم لم يستخلف لرد الودائع وغيرها إلا إياه عليه السلام، ولما كان غزوه إلى الروم أطول أسفاره وأبعدها شقة والحاجة في مثل ذلك إلى الخليفة واختيار الأكمل والأفضل ليست كالحاجة إلى الخليفة في السفر القصير والمدة القصيرة، فلم يستخلف غيره عليه السلام، ولم يختلف أحد من العلماء بعده في إمامته عليه السلام، حين انتهي بها إليه بخلاف غيره، وردت له الشمس بعد الأفول ولم ترد لغيره، وأسهم له في غزوة تبوك سهمين أحدهما جبريل عليه السلام، وهو الذي صبر يوم المهراس وانهزم الناس كلهم غيره، وهو الذي غسله وأدخله قبره صلوات الله عليه وسلامه، وهو أفضل أهل البيت، وأهل البيت أفضل من غيرهم، فهو أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والأفضل هو الأحق بالإمامة بإجماع الصحابة، واحتجوا على الأنصار به، وصدقوا، ولكنه أخص منهم بذلك وأولاهم به، وانحصرت العترة المأمورة بالتمسك بها مع الكتاب في الحسن والحسين عليهم السلام، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا، وأبوهما خير منهما »، وانحصرت في ذريتهما من بعدهما، فآية الوراثة لهم شاهدة، وآية المودة والتطهير عليهم عائدة، فهم الشهداء على الناس، بدليل قوله تعالى: ?ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس?[الحج:78]، ولم يختلف أحد في أن غيرهم من سائر ولد إبراهيم من اليهود والنصارى وقريش ليسوا بمرادين، فتعين المراد فيهم فكانوا هم الأحق بها والأولى لأنه لاخلاف في أنهم يصلحون لها بخلاف غيرهم، ففيهم الخلاف، فكان أهليتهم لها بالدليل القاطع بخلاف غيرهم، وأنه لا يستحقها منهم إلا من كان جامعا لشروطها الخلقية والاكتسابية، وأنه يجب تولي الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وأنه ليس منهم المنافقون ولا الفساق، وفي الحديث الصحيح أنهم ليسوا بأصحاب لما أحدثوه، وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان على كل مكلف، وأن المعاصي محبطات، رفع الصوت فوق صوت النبي من المعاصي، إلى أكبرها الذي هو الشرك، ?لئن أشركت ليحبطن عملك?[الزمر: 65]، وأن الله يريد الاجتماع على الدين والاعتصام بحبل الله المتين والاستمساك بعروته الوثقى التي هي كلمة التقوى، ونهي النفس عن الهوى، واتباع الأدلة، وترك التقليد في أصول الدين إلا مع وضوح الحجة، وأن موالاة المؤمنين واجبة، ومعاداة الفاسقين لازمة، وأنه لا يحل لمؤمن يرى الله يعصى فيطرف حتى يغير أو ينتقل مهاجرا، ?ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة?[النساء:100]، وأنه لا يحل للذين أوتوا الكتاب كتمه ولا رد الحجة إلى المذهب، ومقالة الأصحاب، ولكن رد الخلاف إلى صحيح السنة ومحكم الكتاب فرض لازم، وحتم واجب على جميع أولي الألباب.

وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والحمدلله رب العالمين.

Страница 60