والجواب عن ذلك : أن الظاهر (1) يقتضى أنهم ظنوا ذلك ، ولا يجب فى الظن أن يكون مظنونه على ما تناوله ، فلا يصح تعلقهم به! والمفسرون حملوه على أن المراد به العلم (2)، « لكن ذلك مجاز ، فالذى قلناه من تركهم الظاهر صحيح (3).
فإذا حمل على العلم فالمراد به عند شيوخنا رحمهم الله ، أنهم يعلمون أنهم ملاقو ما وعدهم به (4) من الثواب ، وأنهم راجعون (5) إلى حيث لا يملك الأمور سواه ، فذكر تعالى نفسه وأراد فعله ، كقوله تعالى : ( ولو ترى إذ وقفوا على ربهم ) (6) وقوله : ( إن الذين يؤذون الله ورسوله ) (7) وقوله : ( يخشون ربهم ) (8). إلى ما شاكله مما يكثر ذكره. وليس اللقاء هو التجاور على جهة المشاهدة ؛ لأن الضرير قد يلقى غيره إذا سمع خطابه وإن لم يشاهده ، و (9) قد يبعد من مخاطبه ويعد ملاقيا له.
ثم يقال للقوم : يجب على ما ذكرتم أن يكون تعالى فى موضع دون موضع ؛
Страница 88