الحى ليستدرجه إلى الكفر ، ولكى يعاقبه بين أطباق النيران أبد الآبدين ودهر الداهرين ، ولم يخلقه إلا لذلك وما أراد منه سواه ، وما مكنه إلا منه ، لا يجوز أن يكون منعما عليه ، وذلك كفر عند الأمة ورد لنص الكتاب الذى ذكرناه وغيره ، وصح أن الشكر إنما يلزم المنعم عليه ؛ لأنه اعتراف بالنعمة على وجه مخصوص (1)، فإذا كان عند القوم أنه تعالى لم ينعم على الكافر ، لزمهم ذلك « على ما بيناه (2)، ولم يمكنهم أن يقولوا بوجوب الشكر عليه ، وذلك كفر عند الأمة ، لأنهم يقولون : إن (3) من قال بأنه لا يلزم أحدا من العقلاء شكر الله فهو كافر. والعبادة إنما تجب للنعم العظيمة التى هى أصول النعم التى تستقل بنفسها (4) ولا تتم سائر النعم إلا بها ، ولذلك اختص تعالى بأنه يستحق (5) العبادة دون غيره ، لما اختص بأن فعل أصول النعم ، على ما بيناه ، وقد بينا
انظر مختصر سنن أبى داود للحافظ المنذرى ، ومعالم السنن للخطابى 7 / 71 73 الأسماء والصفات للبيهقى بتحقيق الشيخ زاهد الكوثرى 325 326 مطبعة السعادة بمصر. ولا تعرف هذه الرواية إلا من هذا الطريق ، والرواية التى ذكرها المؤلف أقرب الروايات منها ما ذكره السيوطي فى الفتح الكبير فى قصة خلق آدم السابقة ( هؤلاء فى الجنة ولا أبالى ، وهؤلاء فى النار ولا أبالى ) أخرجه ابن عساكر عن أبى الدرداء ، ويكتفى السيوطي عادة بذكر ابن عساكر عن النص على ضعف الحديث ، على ما ذكره فى مقدمته. الفتح الكبير : 2 / 89.
وانظر فى نقض كلام المعتزلة فى وجوب شكر المنعم عقلا : المستصفى للغزالى 1 / 39 الطبعة الأولى 1356.
Страница 71