64

وقد يضاف إليه ذلك ، بمعنى زيادة الهدى ، ويخص بذلك تعالى من قد اهتدى وآمن ، لأنه كاللطف وكالثواب له فيخصه بذلك دون الكافر الذى (1) اللطف فيه أن يضيق صدره بما هو فيه ؛ ليكون أقرب إلى أن يقلع عن الكفر.

وقد يضاف إليه ، بمعنى الثواب على ما ذكرناه : لأنه المختص بأنه يثيب دون غيره ، وذلك مما يختص به المؤمن.

وقد يضاف إليه ذلك ، بمعنى الأخذ بهم فى طريق الفوز والنجاة ، وذلك أيضا مما يختص به المؤمن.

فأما إضافة الهدى ، بمعنى خلق الإيمان والطاعة ، فغير موجود فى اللغة ولا فى الكتاب ، وإنما يوصف المؤمن بأنه قد اهتدى ، ويوصف تعالى ، من حيث دله وسهل سبيله « إليه بأنه قد هداه (2)).

فأما الضلال : فالأصل فيه أنه الهلاك ، ويستعمل فيما يجرى مجرى الطريق إليه ، أو يكون حقيقة فيما يؤدى إلى الهلاك (3)، على ما بيناه فى الهدى.

وقد ورد الكتاب فيه بوجوه : منها أنه تعالى أضافه إلى نفسه بمعنى العقاب وسماه ضلالا : فقال ( وما يضل به إلا الفاسقين ) (4) ( ويضل الله الظالمين (5))

( م 5 متشابه القرآن )

Страница 65