النعم التى يتمكن منها فى حال الصيام ، وهذا ليس بقول لأحد.
وإنما أراد تعالى أن يبين أن من المعلوم من حاله أن مقصده الدنيا ، وأنه لا صلاح له فى شيء من الأفعال يختار عنده الآخرة ، فإنه سيمكنه من العاجلة ثم يعاقبه بما يستحقه (1) ومن أراد الآخرة ، فإنه سيلطف له بما فى المقدور ثم يثبته على ما بينه تعالى.
** 422 مسألة :
ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ) [23]
فإذا صح أنه يقضى الطاعات من فعلهم ، فكذلك المعاصى.
والجواب عن ذلك : أن المراد بالقضاء قد يختلف إذا أطلق ، وإنما يعرف المراد بضرب من التقييد أو الدلالة. وقد بينا ذلك من قبل (2).
فالمراد بهذه الآية : أنه ألزمهم ذلك وأمرهم به ، ولذلك خص الواجب بالذكر دون غيره ، والكلام فى أنه يقال فيمن ألزم غيره الشيء : إنه قضاء ، وقضى به عليه ، مشهور ، وقد تقدم ذكره.
** 423 دلالة :
ذلك كان سيئه عند ربك مكروها ) فإنه يدل على أنه يكره المعاصى ولا يريدها ؛ لأنه لا يجوز أن يكون كارها مع كونه مريدا لها ، لأن ذلك يتضاد ، ولا يمكن أن يقال : إنه تعالى يكره منها ما لا يقع ، لأنه تعالى عم ولم
Страница 464