435

وقوله عقيب هذه الآية : ( فهل على الرسل إلا البلاغ المبين ) يدل على أنهم بينوا لهم خلاف قولهم إن الشرك بمشيئة الله ، فلما لم يقبلوا ، بين تعالى أنهم لم يؤتوا (1) من قبل البيان فقد ظهر وبان ، وإنما أتوا فيه (2) من قبل أنفسهم.

** 402 مسألة :

ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ، فمنهم من هدى الله ، ومنهم من حقت عليه الضلالة ) [36].

والجواب عن ذلك : أنا قد بينا أن فى الهدى ما لا يجوز فى الحكمة أن يفعله تعالى إلا ببعض عباده ، وكذا الضلال ، وإنما كان يصح تعلقهم بالظاهر لو كان الهدى والضلال لا يصح فيهما إلا العموم.

والمراد بالآية : أن فى كل أمة من انقاد الرسول وقبل منه واستحق الثواب ، فهداه تعالى إليه ، وفيهم من خالف فحقت عليه الضلالة.

قال أبو على رحمه الله : ظاهر قوله : ( ومنهم من حقت عليه الضلالة ) يمتنع من أن يراد به (3) الكفر ، لأنه باطل وليس بحق ، ولا يقال ذلك إلا فى الحق والعدل إذا استحقه العبد ، وهذا مثل قوله تعالى : ( ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين ) (4) « ولو أن (5) قائلا قال : إن

Страница 440