مجازيا لنفسه دونهم ، لأنه لا يصح أن يكون الفعل من قبله ، ولو لاه لم يقع منهم البتة ، ثم يجازيهم.
ولو كان كما يذهبون إليه من أن العبد يكتسب حقيقة ، كان لا يصح أن يجازيهم ؛ لأنه كان يجب أن يكون هو الموجب بخلقه أن يكونوا مكتسبين على وجه لا محيص لهم منه ؛ لأنه متى خلق الكسب والقدرة فلا بد من وقوعه ، وإذا هو تعالى لم يخلقهما استحال وقوعه ، وهذا يوجب أن يجازيهم بما لم يمكنهم مفارقته والخلوص منه على وجه ، وهذا ، فى أن المجازاة تقبح منه ، بمنزلة مجازاة الإنسان على ما لا يتعلق به البتة.
Страница 423